كشفت مديرية الثقافة لوهران أنه سيشرع قريبا في تصوير شريط وثائقي يؤرخ لمنطقة «سيدي غالم « الواقعة جنوب الولاية و التابعة إداريا لطفراوي ، وهي المنطقة التي شهدت أهم المعارك الثورية ضد الاحتلال الفرنسي ، ونقصد بها « معركة سيدي غالم « التاريخية التي أرهبت المعمر و دحرته إلى أبعد الحدود ، كيف لا ؟ وهي المنطقة التي كانت معقلا للثوار وممرا استراتيجيا رئيسيا استعين به لتمرير الأسلحة والذخيرة نحو الشرق ..ففي كلِ زاويةٍ من زاويا هذا المكان التاريخي قصةٌ دامية يَرويهَا واقعٌ مؤلم دونه المعمر الغاشم ، لابد من سردها على مسامع الأجيال و تصوير حيثياتها بعدسات الكاميرا ، إذ لابد من إبراز التراث الذي ورغم هشاشته إلا أن الزمن لم يطمس قيمته التاريخية ، ولا يزال شاهداً حياً على ما شهدته هذه المنطقة من ماض عريق.... الفيلم الوثائقي الذي سيكون بمشاركة الأستاذة فتيحة لكباد وهي محافظة بمكتبة قسم الآداب واللغات بجامعة وهران سيسلط الضوء بالدرجة الأولى على معركة «الغوالم» التي جرت بين 18 و 20 جويلية 1956 ، و لإعطاء الفيلم نوعا من المصداقية و الموضوعية ، فسيتم الاعتماد على شهود عيان ممن عايشوا المعركة و كانوا شاهدين على وقائعها ، لاسيما منهم المجاهدين الذين سيثروا العمل بقصصم الواقعية و معركتهم التاريخية ضد المحتل الفرنسي بكل تفاصيلها و حذافيرها ، واصفين بذلك ساحة الوغى والخسائر التي تكبدها العدو . وليس هذا فحسب بل إن هذا الفيلم الوثائقي الذي يندرج في إطار إحياء شهر التراث تحت شعار «التراث الثقافي والصمود» ، سيبرز أيضا تقاليد السكان المتداولة منذ الأزل أبا عن جد ، مع تسليط الضوء على وعدة «سيدي غالم» الشهيرة ، والتي تستقطب سنويا مئات الزوار من مختلف الولايات الجزائرية ، الذين يتوافدون بكثرة بهدف الاستمتاع بالطابع الفلكلوري والتراثي والثقافي لمنطقة سيدي غالم ، ويتعرفون عن كثب على تاريخ المنطقة .