أكد مصدر طبي مسؤول بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أن النوبة الإفقارية التي تعرض لها الرئيس، ظهر أول أمس، لن تخلف آثارا ملموسة على صحته إذا كانت فعلا “نوبة إفقارية عابرة" فقط، أي أنها لم تصل إلى حد تشخيصها ب"السكتة الإفقارية". أكد المصدر الطبي، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن النوبة الإفقارية تعتبر إصابة صحية خطيرة في كل الأحوال، خصوصا عند الأشخاص الذين تجاوزوا العقد الخامس من العمر، ذلك لأنه في الحالة العادية تصل إلى المخ الكمية الضرورية من الدم مشبع بالأكسجين والمواد الأساسية لقيام المخ بوظائفه الاعتيادية، ولكن عندما يحدث أي اختلال في عملية التدفق تحدث السكتة أو النوبة الإفقارية أو الدماغية، فبدون تدفق الدم الكافي تموت خلايا المخ. وحسب مصادر طبية أخرى فإن أكثر من 15 مليون شخص يعانون من السكتات سنويا، 5 ملايين منهم تخلف لهم “إعاقة دائمة". وحسب مصدرنا الطبي فإن العشرة ملايين الذين ينجون من آثار النوبة الإفقارية هم من يتعرضون إلى “نوبات إفقارية عابرة" لم ترق إلى تكون “سكتة إفقارية". وحسبه، هي حالة الرئيس وفق المعلومات المعلن عنها إلى حد الساعة، مؤكدا أنها عبارة عن سكتة لثوان قليلة فقط، تحدث عند انقطاع الدم عن جزء أو أجزاء من المخ، وذلك لفترة قصيرة جدا، وهي تختلف عن “السكتة الإفقارية" التي تعد إصابة أكثر تعقيدا تخلف غالبا آثارا. فيما أكد المصدر التشابه في أعراضهما كالصعوبة في الرؤية، الصعوبة في الكلام، فقدان التوازن.. لكنهما تختلفان في الوقت ذاته، حيث تختفي “النوبة الإفقارية العابرة" خلال ساعة، رغم أن أعراضها يمكن أن تستمر لما يقارب ال 24 ساعة أحيانا دون أن تخلف آثارا، فيما تستمر “السكتة الإفقارية" فترة أطول وتخلف آثارا “إعاقة"، كفقدان القدرة على الكلام، مضيفا أنه لا تجب الاستهانة بها لأنه في الكثير من الأحوال قد تكون إنذارا بحدوث نوبة أشد تعقيدا مستقبلا. وحول ضرورة نقل الرئيس إلى باريس وفترة العلاج، أكد المصدر أن هذا الأمر راجع لتقييم الطاقم الطبي المعالج للرئيس، لأنه بعد حدوث نوبة مماثلة لابد من إخضاع المريض إلى مجموعة من الفحوصات الطبية والإشعاعية العميقة للحصول على فحص عصبي دقيق لوظائف المخ، مثل السمع، الكلام، الذاكرة.. إلخ، وذلك للتأكد من عدم تضرر أي جزء من المخ. وأضاف مصدرنا أن هذه الفحوصات هي ما سيحدد نوعية الإصابة ونوعية العلاج ومدته، مؤكدا أن الرئيس في كل الأحوال بحاجة إلى فترة من الراحة والالتزام بالإجراءات الوقائية التي يحددها الطاقم الطبي، لتفادي تكرار النوبة التي إذا حدثت مجددا تكون أكثر تعقيدا.