قدمت الفنانة التشكيلية “حياة كنونة"، معرضا للوحاتها الفنية بقاعة عائشة حداد، سيدوم إلى غاية العاشر من هذا الشهر، ويضم 23 لوحة صارخة جمعت بين الطبيعة والحضارات تحت عنوان “ألف لون ولون". خلال حديثها عن موضوع لوحاتها، وصفت “حياة كنونة" “ألف لون ولون ب«حلم الترحال الذي كرمت عبره المرأة “، حيث جمع بين أذواق ومواضيع عديدة، فصورت الطبيعة خلال اللوحات الثلاثة “الببغاء بالرأس الأزرق"، “طائر التوكان"، و«حياة تحت البحر" التي ترى راسمتها أنها رحلة داخل أعماق الفرد، وصورت الحضارات القديمة والحديثة، حيث نوعت “حنان كنونة" ألوانا من كل قارة، فمن آسيا لوحة “الحلم الياباني" التي تفننت فيها في رسم الكيمونو، ومن أوروبا “فلامينكو" اللوحة التي تجسد راقصة رشيقة بثوبها الأحمر، من أمريكا “المرأة البيروية"، ومن إفريقيا أربع لوحات تستحضر الثقافة والتراث الجزائري نختار منها لوحة “المرأة الشاوية" التي تصور سمراء شابة ترتدي ملابس تقليدية وتضع حليا فضية. المتجول في العرض يلاحظ أن كل اللوحات تقريبا (ما عدا التي تهتم بالطبيعة)، تصور امرأة من منطقة ما، تجسد حضارة أفلت أو لاتزال قائمة، عندما سألنا الرسامة عن سر الحضور النسوي المتكرر في لوحاتها أجابت بعفوية “كل امرأة في لوحاتي شهرزاد تحكي عن ألف لون ولون من تراثها الثقافي والاجتماعي، عبر رقصتها، لباسها الفولكلوري، وأحيانا عبر أداة ما مثل آلة الإيمزاد الموسيقية الصحراوية التي صورتها في لوحة “عازفة الإيمزاد". وأثناء الحديث عن اللوحات والتقنيات الفنية المستعملة، قالت الفنانة إنها اكتسفت تقنية جديدة تسميها “النحت البارز فوق الزجاج"، تستخدم فيها الفيلين والفرشاة، التقنية الفنية التي أكدت صاحبتها أنها من أصعب التقنيات وأطولها تنفيذا ميزت اللوحات بطابع حقيقي يجعل الناظر يمد يده تلقائيا للمسه والتأكد من صحة بروزها. هذا وجعلت “حنان كنونة" اللون الأسود خلفية ساكنة في لوحاتها، بينما سمحت لباقي الألوان أن تغرق رسوماتها في مزيج صارخ ولكن متناسق أيضا. وبررت الفنانة هذا الاختيار بقولها “اخترت اللون الأسود خلفية للوحاتي لسببين، الأول أنه لون الليل وهو الوقت الذي تبدأ فيه شهرزاد رواية حكاياتها، والسبب الثاني، أنه لون يبين الألوان الأخرى ويسمح لها بالتعبير عن نفسها بصوت عال". الجدير بالذكر أن المعرض الفني “ألف لون ولون" الذي قدمته الفنانة لأول مرة في فندق الجزائر من 23 مارس إلى غاية 01 من أفريل السابق، يتكون من 23 لوحة، بيعت منه لوحتان الأولى “المرأة الإفريقية"، والثانية “مارياشي" التي تحتفي بالتراث الأمريكي.