عرض الفيلم الوثائقي “رجل الميديا، هيرفي بورج"، لصاحبه الفرنسي “جيروم سيسكان"، أول أمس، بقاعة السينماتيك، بحضور شخصية الفيلم الرئيسية، الذي قدم الإثنين الفارط، فيلمه حول تاريخ الجزائر منذ الاستقلال إلى غاية 2012 “الجزائر والتقدم نحو السلطة". الفيلم الذي دام حوالي ساعتين، وصفه “هيرفي بورج" بأنه “عمل سينمائي صنع بحرية عنه"، حيث تحدث خلاله بكل شفافية عن حياته الشخصية والمهنية، مستذكرا أهم مقتطفاته والأحداث التي جعلت منه “رجل الميديا"، مارا بماضيه مع الجزائر وصداقته مع الرئيس الراحل “بن بلة". من خلال الفيلم الوثائقي ينقلنا “هيرفي بورج"، إلى أماكن مرتبطة بذاكرته ومساره المهني، بدءا بمسرح “جازات" بباريس، حيث يستذكر رفقة زميله أيامه فوق الركح، أين قدم مسرحيات كلاسيكية عديدة، إذ قال عن هذا الفن التاريخي “المسرح علمني الكثير، تعلمت خلاله كيف أسيطر على نفسي، على مشاعري وحركاتي، تعلمت كيف أعبّر بجسدي دون حاجة لقول ما أريد، وهذا أفادني كثيرا في حياتي المهنية والشخصية"، وكونه من عائلة بورجوازية قوبل مساره المسرحي بالرفض من قبل أسرته التي اعتبرت هذا الفن “غير لائق مهنيا، ولا يوفر المستقبل المستقر لصاحبه"، فانتقل إلى الصحافة كونها مرتبطة بالأدب وبكل ما يحب، درس في المعهد العالي للصحافة وتحصل على شهادته لينتقل إلى الجزائر من أجل الخدمة العسكرية، هناك تعرف بالرئيس “بن بلة" ورفاقه، وتعاطف مع المسألة الجزائرية. في 1960، رجع إلى فرنسا، ليعود إلى الجزائر سنة 1962 إثر دعوة “بن بلة" له لمساعدته في تأطير الشباب. طوال مدة بقائه في الجزائر، اهتم “بورج" بتأطير الشباب وتعليمهم والإشراف عليهم إلى غاية تنحية الرئيس “بن بلة"، ليعود إلى فرنسا سنة 1967 ويشتغل في مجال السمعي البصري، حيث تولى إدارة إذاعة “فرانس انتيرناسيونال"، “TF1"، و«راديو مونت كارلو"، ونصب مديرا لمجموعة “France television" سنة 1992. هذا، وقدم “سفير فرنسا في منظمة اليونيسكو"، عدة أعمال أدبية وسياسية مثل “تحرير المعلومة" (الكتاب الذي أصبح بفضله مدير معهد الصحافة بالكاميرون)، “ذاكرة الفيل"، “إفريقيا لا تنتظر" وغيرها من الأعمال التي دافع من خلالها عن حرية التعبير والحق في تقرير البلدان المحتلة لمصيرها.