عرض أول أمس بالمعهد الفرنسي بالجزائر الفيلم السياسي الوثائقي “الجزائر والتقدم نحو السلطة"، ل«رجل الميديا" السيد “هيرفي بورجيس"، بمساعدة “جيروم سيسكيم"، بقاعة محاضرات المعهد الثقافي الفرنسي. الفيلم الوثائقي يتناول تاريخ الجزائر منذ معالم الاستقلال سنة 1961 إلى غاية 2012، وقد تعمد صاحبه ألا يظهر في الفيلم غير الجزائريين، سواء الذين استجوبهم بنفسه، أو الذين ظهروا في الحوارات المحفوظة في الأرشيف للسياسيين السابقين، خاصة الرؤساء الراحلين. الفيلم الذي دام عرضه حوالي ثلاث ساعات، يتكون من جزءين، الأول يتناول الجزائر “حديثة الاستقلال" أما الثاني فيتناول العشرية السوداء وما بعدها، وقسم كل جزء إلى مراحل عنونة كل منها بأهم أحداثها والوجوه السياسية التي مرت عليها: حيث تناول الجزء الأول 5 مراحل وهي “الجزائر نحو الاستقلال 62/ دولة فتية للبناء 62-65 / بومدين: الانقلاب / الشادلي بن جديد 79: وقت التشقق / بداية العاصفة 88-92 /" أما الجزء الثاني فتناول أربعة فروع: “1992 عودة المنطق عودة بوضياف/ السنوات السوداء: الدم والرعب / بوتفليقة عبد العزيز: عودة صانع السلام / الربيع العربي2011 : جزائر سوداء أخرى؟ “ «الجزائر والتقدم نحو السلطة" لم يكن عبارة عن مجموعة من الفيديوهات التاريخية والسياسية التي تنتمي إلى فترة زمنية وحسب، بل طعمه “هيرفي بورجيس" بشهادات حية لوجوه سياسية عايشت هذه المراحل، حيث جمع بين رؤساء سابقين (مثل"أحمد بن بلة" الذي استجوبه بنفسه، وفيديوهات من الأرشيف تحدث فيها الرئيسان “بومدين" و«بوضياف")، سياسيين ووزراء (مثل “رضى مالك، لخضر براهيمي، بشير بومعزة، حوسين آيت احمد، بلخادم، لويزة حنون، خليدة تومي...")، وحتى المثقفين أمثال “رشيد بوجدرة، زهرة ضريف بطاط". تحدث خلالها كل منهم عن تجربته الشخصية وعن المراحل التاريخية التي عايشها مع الجزائر في ذلك الوقت، وصولا إلى يومنا هذا، ملقين الضوء على العقبات التي تواجه بلد المليون ونصف مليون شهيد وأهم الإنجازات التي حققها.