أمر الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال زيارة عمل إلى باتنة، بإتاحة الفرصة أمام الشباب المستفيد من دعم “أونساج" للمناولة في مشاريع عمومية، في خطوة غير مسبوقة على المستوى الوطني، كما أمر بضرورة تمديد فترات فتح المرافق العمومية الشبانية والرياضية إلى غاية منتصف الليل للسماح للشباب بالتواصل عبر الشبكات الاجتماعية للأنترنت. يبدو عبد المالك سلال عند كل زيارة عمل يقوم بها إلى الولايات الداخلية، أكثر تصميما في الذهاب إلى أبعد الحدود في إقرار الحريات التكنولوجية الجديدة، فبعد أوامره في الأغواط بتزويد الأقطاب الحضرية قيد الانجاز، بفضاءات التعبير عن التفاعل الاجتماعي والتظاهر والاحتجاج، كالساحات العمومية والمساحات الخضراء، عاد بالأمس خلال توقفه بالقطب الرياضي والترفيهي لكشيدة بعاصمة الأوراس بباتنة ليؤكد لمسؤولين محليين ووطنيين على ضرورة “إبقاء المرافق العمومية الشبانية والرياضية مفتوحة إلى منتصف الليل بدءا من العاشرة صباحا، خاصة تلك التي تحتوي على مقاهي الأنترنت"، مستغربا اعتماد مواقيت قصيرة في هذه المرافق الشبانية من طرف مسيّريها، وقال “إذا كنتم تفتحون الأبواب أمام الشباب عصرا وتغلقونها في العشاء، فكيف يتواصل هؤلاء على الشبكات الاجتماعية.. افتحوا.. افتحوا مرافق الدولة أمام الشباب، فأنتم لستم إدارة حتى تغلقوا"، في إشارة إلى رفع كلي للحظر على مقاهي الأنترنت العمومية، مضيفا “يُفترض أن تكون هذه المرافق في استغلال إلى غاية مغادرة مرتاديها من القاعات". وربط سلال مردودية هذه المرافق بمدى اقبال الشباب عليها وليس بشيء آخر. كما أمر الوزير أيضا بضرورة فتح المجال أمام الخواص خاصة أمام الشباب لإقامة المهرجانات والتظاهرات الفنية وتحرير المبادرات “دون جعلها حكرا على مؤسسات الدولة"، موسعا قائمة المرافق إلى غاية المسارح ودور الشباب. لكن الأبرز بالنسبة لسلال خلال زيارته لباتنة، كانت أوامره المتضمنة فتح المؤسسات والهيئات العمومية للمجال أمام الشباب المستفيد من دعم وكالات التشغيل، للمناولة في مشاريع عمومية “بهدف تكوينهم ومرافقتهم في بناء مؤسساتهم الفتية"، مبرزا أن أوامره هذه لا تخص مسؤولي باتنة فقط بل كل المسؤولين المحليين عبر الولايات. وجدير بالذكر أن مسؤولي مؤسسات الدولة والهيئات العمومية كانوا يمتنعون عن المناولة مع المؤسسات الفتية، خاصة تلك التي أنشأها شباب مستفيد حديثا من دعم وكالات التشغيل، لوضعهم الخطوة في خانة المغامرة بالمشاريع العمومية. وكانت عاصمة الأوراس، أمس، على موعد لتفتيش مشاريع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث تضمن برنامج زيارة الوزير الأول 14 مشروعا، في قطاعات السكن والفلاحة والصناعة الميكانيكية والرياضة والمياه والتعليم العالي.