أعطى الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، توجيهات صارمة للمشرفين على المشاريع التنموية بولاية الأغواط، من أجل الإسراع في تنفيذها، مع إعطاء الأولوية لفئة الشباب من خلال تقديم كافة التسهيلات لهم للمساهمة في هذه المشاريع، وكشف في هذا الإطار أن 60 بالمائة من المحلات على المستوى الوطني الموجهة لهذه الفئة ستكون جاهزة قبل شهر جوان. ودعا السيد سلال خلال إشرافه على مشروع إنجاز السوق الجوارية بالمدخل الشمالي لمدينة الأغواط التي خصها أمس بزيارة تفقدية، إلى ضرورة الإسراع في إنجاز المشروع قبل شهر رمضان وتسليم وثائق هذه المحلات للشباب حتى يتسنى لهم تحضير أنفسهم قبل الاستفادة منها بصفة نهائية، علما أن عدد محلات السوق الجوارية بهذه المدينة يبلغ 40 محلا، مشيرا إلى أن 25 ألف شاب على المستوى الوطني يعقدون الأمل أيضا على الاستفادة من هذه المحلات في أقرب الآجال.
الدولة حريصة على تقديم الدعم المالي للمضي في المشاريع ولم تخل زيارة الوزير الأول لهذه الولاية من تقديم تعليمات صارمة للمسؤولين أمام تأخر بعض المشاريع الحيوية، مؤكدا حرص الدولة على تقديم الدعم المالي في سياق إزاحة الحجج والمبررات التي تحول دون المضي فيها، كما هو الشأن بالنسبة لمشروع إنجاز ازدواجية الطريق الذي يربط ولاية الأغواط بحدود ولاية غرداية على مسافة 108 كلم على الطريق الوطني رقم 01، حيث وافق السيد سلال على الطلب الذي تقدم به وزير الأشغال العمومية، السيد عمر غول، والقاضي بتقديم دعم مالي يقدر ب4 ملايير دج لانجاز 13 كلم المتبقية، مؤكدا ضرورة الانتهاء من الأشغال في مدة لا تتجاوز 20 شهرا. وفي هذا السياق، استمع الوزير الأول الذي سبق له أن شغل منصب وال بهذه الولاية إلى شروحات المشرفين على المشروع، الذي أسندت مهمة تجسيده لست مقاولات بتكلفة مالية أولية قيمتها 9 ملايير دج، ويضم 15 منشأة فنية و06 محولات و16 ممرا مائيا، إلى جانب 16 هيكلا لحماية الأنابيب لكونه يمر بالقرب من المناطق الصناعية الناشطة بالجهة حسب البطاقة التقنية للمشروع. ويتوخى من ازدواجية الطريق الوطني رقم واحد تحديث هذا الخط وتحويله إلى طريق سيار وتطوير الطريق العابر للصحراء مع تحسين ظروف التنقل وضمان الأمن والراحة لمستعمليه إلى جانب المساهمة في التنمية الاقتصادية وتنشيط الحركية التجارية. وحظيت قطاعات السكن والصحة والتكوين والتعليم المهنيين بحيز كبير من هذه الزيارة ببلدية افلو (110 كلم شمال الأغواط)، حيث وقف الوزير الأول على أشغال إنجاز حصة 1660 سكنا عموميا إيجاريا المسجلة ضمن برنامجي 2011 و2012 بغلاف مالي يقارب 4 ملايير دج إذ أسندت مهام تجسيدهما ل25 مقاولة و11 مكتب دراسات، حسب البطاقة التقنية للمشروع. ولدى تفقده هذا المشروع السكني، لاحظ السيد سلال قلة المساحات الخضراء والمرافق الترفيهية، حيث وجه انتقادات لاذعة للمسؤولين بهذا القطب الحضري بسبب غياب مرافق الترفيه والمساحات الخضراء، طالبا إجراء تغيير جذري في المخطط، لاسيما أمام توفر الولاية على مساحات وعقارات شاسعة يمكن استغلالها في هذا المجال. كما طالب بضرورة إنجاز طريق مزدوج داخل القطب الحضري. من جهة أخرى، استغرب السيد سلال مطالبة أعيان المنطقة بتوفير مناصب شغل للشباب في هذه المنطقة الرعوية، مشيرا إلى أن الولاية تتوفر على فرص كثيرة في مجال البناء والفلاحة، ورغم ذلك أبدى استعداد الدولة لفتح ورشات جديدة في هذين المجالين، كما أعلن عن برنامج سكني جديد خارج البرنامج العادي. كما تفقد السيد سلال أشغال إنجاز مشروع المعهد المتخصص في التكوين المهني الذي يحتوي على 300 مقعد بيداغوجي وداخلية تتسع ل120 سريرا، فضلا عن ست ورشات وعدد مماثل من السكنات الوظيفية وقاعات للتدريس، وقد رصد له مبلغ 312 مليون دج على أن يستلم خلال السداسي الأول من السنة القادمة. وتلقى الوزير الأول عرضا حول هذا المشروع كما استمع إلى انشغالات مجموعة من الشباب والتي تمثلت في الشغل والسكن ونقص المرافق الشبانية والرياضية، حيث وعد السيد سلال بتوفير برامج لتغطية النقص المسجل في هذا المجال كما حثهم على العمل في ورشات البناء لكون اليد العاملة التي تشتغل في هذه الورشات تجلب من مناطق أخرى. كما اطلع السيد سلال بهذه البلدية على ورشة إنجاز مركب الأمومة والطفولة بطاقة 120 سريرا ويضم مصلحة للاستعجالات وأخرى لطب النساء وطب وجراحة الأطفال ومخبرا للأشعة وجناحا للعمليات، وهو المشروع الذي خصص له مبلغ 1 مليار دج. ولدى معاينته أشغال إنجاز هذا المرفق الصحي، شدد الوزير الاول على ضرورة تسريع وتيرة الإنجاز وبالنوعية المطلوبة، داعيا الجهات المسؤولة إلى الإسراع لاقتناء التجهيزات الطبية اللازمة وتوفير التأطير الطبي لكي يكون المركب جاهزا للاستغلال فور استلامه. ويهدف هذا المكسب الاستشفائي إلى ضمان التكفل بالأمراض الطبية الجراحية للأم والطفل علاوة على فتح حوالي 90 منصب شغل مؤقت و250 منصبا عقب دخوله حيز الاستغلال. وببلدية وادي مرة (70 كلم شمال الأغواط) اطلع الوزير الأول على محيط "الحوض والقرارة" الفلاحي الذي يستغل في إنتاج البطاطس. وفي هذا الصدد دعا المسؤولين إلى بحث إمكانية توسيع مساحات هذه الأراضي الفلاحية ووضعها تحت تصرف الشباب على أن تتكفل السلطات العمومية بالجانب المالي والتكويني، مشددا في نفس الوقت على ضرورة وضع عملية شاملة في هذا الخصوص لتمكين ممارسي النشاط الفلاحي من إعانات البناء الريفي. كما وعد في هذا الإطار بالتكفل بانشغالات الفلاحين المتمثلة بالخصوص في الكهرباء الفلاحية على أن يقوموا من جهتهم بمضاعفة الإنتاج. علما أن 300 فلاح يستفيدون من هذا المحيط الذي تقدر المساحة المسقية به 700 هكتار فيما تقارب المساحة الفلاحية النفعية منه 2,900 هكتار. وقد أشرف السيد سلال بهذا المحيط الفلاحي على توزيع رمزي لقررات استفادة من أراض فلاحية ضمن صيغة الامتياز الفلاحي على 12 شابا من بين 48 مستفيدا. وتتربع هذه الأراضي الفلاحية على مساحة 210 هكتارات تقع بمحيطي "تسدة" و«رقوبة الرعيان" ببلديتي الحاج المشري والبيضاء على التوالي. كما أشرف الوزير الأول على تشغيل مصنع الآجر المتواجد بمنطقة "المريغة" عند المدخل الشمالي لمدينة عاصمة الولاية والذي تصل طاقته الإنتاجية إلى 200 ألف طن سنويا. واستفسر الوزير الأول المستثمر عن مدى توفر اليد العاملة المتخصصة بهذا المصنع، مشددا بالمناسبة على ضرورة تدعيم الاستثمار المحلي لكونه يستقطب ويوفر مناصب شغل لفائدة شباب هذه المناطق. وتبلغ القيمة المالية لهذا المشروع الاستثماري التابع لشركة ذات مسؤولية محدودة أزيد من 14ر3 ملايير دج يشكل منها التمويل البنكي ما نسبته 32 بالمائة بمبلغ 990 مليون دج. للإشارة، فإن الوزير الأول كان مرفوقا في هذه الزيارة بوفد وزاري هام يضم وزراء الداخلية والجماعات المحلية والطاقة والمناجم والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والسكن والتعمير والتكوين والتعليم المهنيين والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والأشغال العمومية، وهم على التوالي: السادة دحو ولد قابلية ويوسف يوسفي وعبد العزيز زياري وعبد المجيد تبون ومحمد مباركي والطيب لوح وعمار غول، إلى جانب الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية السيد فضيل فروخي. مبعوثة "المساء" إلى الأغواط: مليكة خلاف