قدّم المسرح الجهوي ل “باتنة"، أول أمس، بقاعة المسرح الوطني “محي الدين بشطارزي"، عرضه المسرحي “الصوت"، ضمن العروض المشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته الثامنة. «الصوت" عرض مسرحي تراجيدي اهتم بفئة من ضحايا الاستعمار، تناساها التاريخ، مثّلها “عمي أحمد المرعوش" الذي فقد عقله جراء اقتحام جنود الاستعمار بيته بحثا عن المجاهدين، وقتلهم لزوجته “حيزية" (نوال مسعودي) أمام عينيه وتعرضه للتعذيب المستمر لمدة سنتين. أحداث المسرحية التي كتب نصها “خالد بوعلي" وأخرجها “علي جبارة"، تدور في رأس “أحمد المرعوش" الذي أدى دوره “علي جبارة" في الحاضر و«محمد بوعافية" في الماضي، اتخذ العرض أسلوب “مسرح الصورة" كليشيهات لنفس الأحداث تدور مرارا وتكرارا في ذهن البطل لتعيد عرض ما حدث في تلك الليلة المشؤومة، حيث فقد البطل كل شيء، تلك الليلة التي أدت إلى فقدان عقله. أحداث المسرحية تدور في ساحة البيت التي تتحول من حين لآخر إلى مكان للتعذيب (صمم السينوغرافيا أيضا “علي جبارة")، واعتمدت بشكل كبير على الإضاءة التي صممها “سمير بن يحيى" لتفصل بين المشاهد والأماكن، فننتقل بين الحاضر والماضي داخل وخارج الهذيان الذي يدور في عقل “عمي أحمد المرعوش".