يقوم الوزير الأول، عبد المالك سلال، بزيارة توصف بالأمنية البحتة، إلى مناطق حدودية بعين ڤزام وبرج باجي مختار بتمنراست، ابتداء من الأحد القادم. وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ عهد الوزير عبد الحميد براهيمي في الثمانينيات، إذا استثنينا زيارة رئيس الجمهورية التي دشن فيها مشروع نقل الماء الشروب من عين صالح إلى تنمراست قبل قرابة العامين. قال مصدر حكومي ل"الجزائر نيوز" إن زيارة الوزير الأول إلى مناطق حدودية في هذا الظرف الأمني تندرج ضمن الأهمية القصوى التي توليها الدولة للوضع على الحدود. ووصفها النائب الحاج قمامة، صاحب العهدة الرابعة في البرلمان عن جبهة التحرير الوطني، بأنها “تأتي في ظرف حساس للغاية وتحمل دلالات مهمة لأهل المنطقة تندرج ضمن اهتمام الدولة بما يجري على حدودها". وأضاف النائب البرلماني أن زيارة عبد المالك سلال تبقى حاملة لخصوصيات تاريخية “فزيارة سلال تأتي بعد أكثر من ثلاثة عقود لمسؤول في مستواه، حيث كانت آخر زيارة لرئيس الحكومة الأسبق عبد الحميد براهيمي في الثمانينيات إلى منطقة برج باجي مختار". ورغم التردي الأمني الذي تشهده الحدود الجزائرية - المالية إلا أنه لم يقم مسؤولون جزائريون من مستوى الوزير الأول بزيارة المناطق الملتهبة، وكانت آخر زيارة لتمنراست من طرف رفيع تلك التي قادت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتدشين مشروع نقل الماء الشروب بين عين صالح وتمنراست. وتعرف الولاية تحولا أمنيا واجتماعيا منقطع النظير مقارنة بهجرة آلاف الافارقة واستقرارهم بالمنطقة، وكذا انتشار تاريخي للقوات الأمنية ووحدات الجيش المختلفة على الحدود. كما تحمل الزيارة دلالة أمنية قوية - يقول مصدرنا الحكومي - فهي تأتي كرسالة للمجموعة الدولية بخصوص التحكم في الحدود وتحديا أمنيا للجماعات الإرهابية التي أوحت بنشاطها أنها بسطت هيمنتها على المنطقة. وكان سلال قد زار تيڤنتورين بعد عملية الحقل الغازي للوقوف على مخلفات العملية. ومن المنتظر أن ترافق عبد المالك سلال قيادات عسكرية رفيعة يتقدمها قادة مناطق عسكرية.