كشفت مصادر من الحكومة أن الرئيس بوتفليقة، شدّد على وزيره الأول وطاقمه الحكومي التكفل بكامل انشغالات سكان الجنوب، وبالأخص المناطق الحدودية التي تضررت كثيرا من الصراع هناك رغم غلق الحدود، ولن يقتصر الأمر على المتطلبات الاجتماعية فقط بل الدينية أيضا والأهم الأمنية، لتأمين الحدود بإجراءات أكثر. يشرف، اليوم، الوزير الأول عبد المالك سلال على الاحتفالات الرسمية بالذكرى المزدوجة، لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، بولاية إليزي، التي تعرضت إحدى منشآتها الغازية إلى هجوم إرهابي، وحسب ما تسرب من الوزارة الأولى سيعطي الوزير الأول إشارة انطلاق قاعدة الحياة بتغنتورين، كما سيتم إطلاق اسم عون الأمن الذي توفي خلال الهجوم الإرهابي على المنشأة. وعلمت ”الفجر” من مصادر مطلعة، أن الحكومة برمجت عدة زيارات ميدانية لولايات أقصى الجنوب الجزائري، مباشرة بعد زيارة الوزير الأول، عبد المالك سلال، اليوم، لولاية اليزي، حيث يرتقب أن يحل هذه الأيام قائد أركان الجيش قايد صالح ببرج باجي مختار لاتخاذ تدابير استعجاليه لتعزيز أمن الحدودية مع مالي بالنظر إلى التطورات الأمنية الأخيرة والمعارك على حدودها. وذكرت مصادر ”الفجر”، أن وزير الفلاحة والتنمية الريفية الذي أنهى منذ أيام مع الداخلية والموارد المائية مشاورات تنمية الولايات الجنوبية التي أسدل وزير الداخلية والجماعات المحلية، الستار عليها بولاية إليزي، سيزور قريبا ولاية تمنراست، التي تضررت كثيرا من الحرب بالشمال، سيما ما تعلق بالجانب الاقتصادي، بعد غلق الحدود، كما سيحط وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله الرحال بولاية إليزي، التي تحتضن مؤتمرا لمحاربة التطرف، والذي تم إلغاؤه سابقا بسبب ما حدث في تيغنتورين، كما تم تأجيله مؤخرا بسبب وجود الوزير غلام الله في السعودية. ولا تهدف زيارة الوزراء إلى تنمية الجنوب وترقيته فقط بقدر ما تحرص السلطات الجزائرية على التنسيق مع مشايخ وأعيان القبائل لمواجهة الخطر القادم من وراء الحدود، حيث حرص وزير الفلاحة و التنمية الريفية خلال زيارته إلى ولاية أدرار على التنقل إلى مشايخ وأعيان المنطقة وحادثهم بعيدا عن رجال الإعلام لفترة طويلة، كما حرص ولد قابلية، خلال زيارته الأخيرة إلى إليزي الى التحادث مع أعيان ومشايخ المنطقة.