خلّفت أعمال العنف والتخريب التي تزامنت مع احتجاجات الطلبة بالإقامة الجامعية 17 أكتوبر ببجاية، ليلة أول أمس، خسائر مادية بعد أن طالت ألسنة اللهب عددا معتبرا من الغرف وإدارة الاقامة ومرافق أخرى، ما دفع التنسيقية المحلية لطلبة جامعة بجاية بالتنسيق مع رئاسة الجامعة واللجان البيداغوجية، إلى الإعلان، أمس، عن إضراب عام في هذا القطاع وتنظيم مسيرة سلمية يوم الاثنين، تعبيرا عن رفضهم لأسلوب العنف الممارس من قبل مجموعة "متطرفة" من الطلبة. حسب مصادر محلية، فإن أسباب احتجاج الطلبة تتعلق بقرار إحالة 3 طلبة على العدالة، بعد أن رفعت مديرية الخدمات الجامعية ضدهم دعوى قضائية بتهمة تخريب الممتلكات العمومية والاعتداء على الطلبة وإلحاق الضرر بالسكان القاطنين بالأحياء المجاورة للاقامات الجامعية، إثر قيامهم بغلق مقر الديوان ومنع المدير من دخوله الأسبوع الماضي. وأضافت ذات المصادر أن الطلبة المحتجين قاموا بإضرام النار التي امتدت إلى إدارة الاقامة، ما تسبب في إتلاف ما تحويه من وثائق إدارية، كما تم حرق عتاد الغرف وقاعة الرياضة، إلى جانب تخريب المطعم المركزي بشكل كلي إثر هذا الاحتجاج الذي اندلعت شرارته ليلا، الأمر الذي استدعى تدخل أعوان الأمن والحماية المدنية التي قامت بإخماد النيران، كما تم إخلاء هذه الاقامة من المقيمين بها وتحويلهم إلى إقامات أخرى. وتحدثت ذات المصادر عن المبادرة التي أطلقها سكان الأحياء المجاورة للإقامات الجامعية، على رأسها الإقامة الجامعية 17 أكتوبر وإرياحن، المتعلقة بحملة جمع التوقيعات لإبعادها عن التجمعات السكنية نظرا للضرر الذي ألحق بهم جراء أعمال العنف وقطع الطرق بشكل مستمر. من جهتها قررت التنسيقية المحلية لطلبة جامعة بجاية، التي أكدت أن أعمال العنف والتخريب تقف وراءها مجموعة من الطلبة المتورطين في قضايا فساد مع الإدارة، تنظيم مسيرة سلمية يوم الإثنين للمطالبة بوضع حد للممارسات هؤلاء الطلبة الذين نصبوا أنفسهم أعضاء لجان الأحياء الجامعية علما أن انتخابهم لم يتم بطرق قانونية، حسب البيان الصادر عنها. وقد تم اتخاذ هذا القرار بعد التنسيق مع رئيس جامعة بجاية وعمداء الكليات، إلى جانب اللجان البيداغوجية التي أعلنت عن إضراب عام يشمل كل موظفي هذا القطاع، والمشاركة في المسيرة السلمية التي ستتخذ من الطريق الرابط بين جامعة تارقة أوزمور وولاية بجاية مسلكا لها. ونددت التنسيقية بمثل هذه التصرفات التي تبرأت منها، لاسيما أن هذه الممارسات تسببت في عرقلة السير الحسن لامتحانات السداسي الثاني من السنة الجامعية الجارية.