تحوّلت الإقامات الجامعية وعدد من الكليات بولاية بجاية، خلال اليومين الأخيرين، الى مسرح لاضطرابات وأعمال عنف خطيرة، حيث أقدم العشرات من الطلبة، الليلة ما قبل الماضية، على غلق طريق ارياحن المؤدي إلى أميزور، وأضرموا النيران في عدد كبير من أسرة النوم والأغطية. وأخرج طلبة الإقامة الجامعية 17 أكتوبر في الليلة نفسها، أسرّتهم وأضرموا النار فيها بوسط شارع المشتلة، إلى جانب حرق أغطية وأثاث ملك للإقامة الجامعية. وقد توصلت مصالح الحماية المدنية إلى إخماد النيران في حدود العاشرة ليلا، بعدما قرّر الطلبة الانسحاب داخل الإقامة لتفادي المواجهة مع مصالح الأمن والتفرغ لتخريب المطعم الرئيسي، حيث تم إتلاف الأثاث المتواجد بداخله. وفي نفس الليلة دائما، امتدت أعمال التخريب إلى الإقامات الجامعية بأعمريو، حيث تم تحويلها إلى خراب من خلال حرق الأسرّة والأغطية والطاولات والكراسي، ولم تنج حتى مكاتب الإدارة التي تم تخريبها بصفة كلية. للتذكير، فإن أعمال العنف بدأت بتحويل مقرّات المديرية الجهوية بحي المشتلة إلى خراب، بعد تمكن العشرات من الطلبة الملثمين من اقتحام المقرّات، ورمي الأثاث المكتبي وأجهزة الإعلام الآلي من النوافذ، ونثر ملفات العمال والطلبة إلى ساحة المديرية، ليتم حرقها بعد ذلك. وتعيش عدّة كليات بجامعة بجاية، من جهتها، موجة من الاضطرابات والإضرابات، منها كلية العلوم الشرعية والقانونية، حيث يرفض طلبة النظام القديم تسويتهم بالماستر لحرمانهم بعد نهاية الدراسة من خوض المسابقات المختلفة، ومطالبتهم بإعادة شعار كلية الحقوق بدلا من العلوم الشرعية التي لا تقبلها الجامعات الأوروبية، وبالتالي حرمانهم من إمكانية مواصلة الدراسة في الخارج. ويدخل إضرابهم يومه السابع دون أن يتحقق أي شيء، رغم الوعود الكثيرة. من جهتهم، دخل طلبة علوم التمريض في إضراب غير محدود، بعدما أبلغتهم الإدارة بتحديد سقف الدراسة بنهاية ليسانس ''أل أم دي''. وينتظر، حسب مصادر محلية، أن تحلّ، يوم الإثنين، لجنة تحقيق وزارية، للوقوف على حقيقة التصاعد الخطير لموجة الاضطرابات العنيفة التي تعيشها جامعة بجاية اليوم.