تعرف الإقامات الجامعية بولاية بجاية منذ انطلاق الموسم الجامعي احتجاجات عمالية من جهة والطلبة من جهة أخرى، حيث دخل عمال هذه الإقامات مرارا في حركات احتجاجية شلوا من خلالها كل نشاط بهذه الأحياء، وذلك قصد الضغط على المسؤولين للاستجابة لعارضة مطالبهم المتمثلة أساسا في إعادة النظر في شبكة أجورهم وكذا ترسيم العمال المتعاقدين، فيما يعبر الطلبة كل مرة عن استيائهم من ظروف هذه الأحياء المزرية والتي لا تستجيب حسبهم لأبسط الشروط، خاصة الإطعام والنظافة والأمن، في خلال اليومين الأخيرين أخذت هذه الاضطربات منعرجا خطيرا حيث تطورت إلى أعمال عنف، بحيث أقدم الطلبة على غلق طريق ارياحن المؤدي إلى مدينة اميزور وأضرموا النيران في عدد من الأسرة والأغطية. هذه الأحداث عرفها الحي الجامعي 17 أكتوبر الكائن بوسط مدينة بجاية حين أقدم الطلبة على حرق الأفرشة والأغطية التابعة للإقامة ومن حسن الحظ توصلت مصالح الحماية المدنية إلى إخماد النار، لينسحب بعدها الطلبة المحتجين إلى داخل الإقامة تفاديا لأية مواجهة مع قوات مكافحة الشغب، وبعدها تفرغ الطلبة لتخريب المطعم الجامعي بذات الحي وإتلاف أثاثه. وسرعان ما انتقلت هذه الأعمال إلى أحياء جامعية أخرى مثل اعميريو، حيث حُوّل إلى خراب بعد حرق الأغطية والأفرشة وإتلاف واسع للأثاث والكراسي ولم تسلم المكاتب الإدراية من هذا الخراب، كما مست هذه الأعمال مقرات المديرية الجهوية بحي المشتلة التي اقتحمها الطلبة وعاثوا فيها فسادا، حيث قاموا برمي الأثاث المكتبي وأجهزة الإعلام الآلي وملفات العمال من النوافذ ليتم حرقها بعد ذلك في الساحة. ومن جهة ثانية تعرف بعض كليات جامعة عبد الرحمان ميرة موجة صاخبة من الاحتجاجات على غرار كلية العلوم الشرعية والقانونية حيث يرفض الطلبة النظام القديم الذي يحرمهم من المشاركة في نهاية الدراسة من المسابقات، كما يطالبون بإعادة شعار كلية الحقوق لأن العلوم الشرعية لا تقبلها الجامعات الأوروبية وبالتالي يحرمون من مزاولة الدراسة في الخارج وإضرابهم دخل أسبوعه الثاني. وفي سياق متصل يواصل طلبة علوم التمريض إضرابهم المفتوح عن الدراسة بعد إبلاغهم من طرف الإدراة بتحديد سقف الدراسة بنهاية ليسانس "ا ل م د". هذا وعلمنا من مصادر محلية أن لجنة تحقيق وزارية ستحل غدا الاثنين ببجاية للوقوف على حقيقة ما يحدث بالجامعة من اضطرابات عنيفة.