قدمت أمس نبيلة زويش دكتورة السيميولوجيا وتحليل الخطاب بجامعة مولود معمري بتيزي وزو قراءة تحليلية حول رواية "اللاز" لطاهر وطار، وقد جاءت المداخلة بعنوان إستراتجية التناص في بنية شخصية العشق والموت في زمن الحراشي لدراسة الثانية في الرواية" اللاز" وذلك خلال نزولها ضيفة بفضاء الجاحظية، وقد حضرالمداخلة مجموعة من الطلبة بقسم اللغة العربية بجامعة العاصمة، إلى جانب مهتمين بشؤون الأدب والرواية الجزائرية على وجه الخصوص. قالت د. نبيلة زويش، إن رواية "اللاز" للمرحوم وطار كانت مصدر إلهام العديد من الروائيين الجزائريين بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث خطت هذه الرواية أولى خطوات التأصيل الحقيقي للنهوض بالخطاب الروائي الجزائري وذلك في بحثه عن موضوع كلاسيكي رصين غني بموضوعه التاريخي المعاصر ومحتشد بالشخوص ومختلف الدلالات السيميائية والوقائع الممكنة والمحتملة الحدوث، حيث نجد أن الثورة هي الهاجس المركزي الذي يشكل فضاء "اللاز" على مرجعية الأحداث. كما قدمت نبيلة زويش مقارنة عميقة بين رواية اللاز الأولى و رواية اللاز الثانية، حيث قالت إن الرواية الأولى جاءت فيها الحركة فكتبت فيها عن قصة مستمدة من الذاكرة الجزائرية وأن اسم اللاز كانت له إستراتيجية عند الروائي "وطار" وأنها كانت تحمل أكثر من دلالة. مؤكدة خلال حديثها أن رواية اللاز الأولى تحكي عن الرفض المطلق لشخصية زيدان، بأن يذبح أمام مرئ عيني ابنه "اللاز"، الذي غاب عن الوعي بعد مشاهدته الأحداث الأليمة ولم يستيقظ منها حتى اندلاع الثورة التحريرية. وعليه حسب ما أكدته نبيلة زويش فإن نهاية الرواية الأولى كانت مرفوضة من طرف المتلقي وهذا ما دفع الكاتب "وطار" أن يسعى إلى كتابة نهاية مغايرة. وأضافت المتحدثة أن الرواية الثانية أظهرت "اللاز" في صورة أسطورية وأصبح من الأولياء الصالحين ومن المعجزات التي حصلت لأمه وهذا بعد أن، كان مجرد "لقيط وابن حرام" وبالتالي حسب التحليل الذي قدمته نبيلة زويش فإن بطل " اللاز" تحول من شخصية سلبية إلى إيجابية وأصبح يستفز القارئ عن طريق التناص. كما أوضحت المداخلة خلال حديثها، أن التناص ظاهرة نصية لا يمكن الحديث عن نص خالص، حيث أن كل نص له علاقة بنصوص أخرى وهذه الأخيرة تكون مسبقة أو موجودة عبر الزمن وهذا حسب قول ذات المتحدثة، مؤكدة في الوقت نفسه أن كل شخصية في الرواية تكون لها ميزة خاصة، فلا يجب النظر إلى الرواية من الوجهة الضيقة. للإشارة فإن د. نبيلة زويش إلى جانب أنها دكتورة بجامعة مولود معمري بتيزي وز، فهي عضو بلجنة البحث بجامعة تيزي، وعضو بنادي الخيال العلمي وهي كاتبة ولها العديد من الترجمات من اللغة العربية إلى الفرنسية.