قدمت أمس، نبيلة زويش، (دكتورة السيميولوجيا وتحليل الخطاب بجامعة مولود معمري، بتيزي وزو)، قراءة تحليلية، لرواية البيت الأندلسي، للكاتب الجزائري واسيني الأعرج، وجاء ذلك من خلال البرنامج المسطر الذي تنظمه أسبوعيا جمعية الجاحظية، وقد حضر المداخلة مجموعة من الطلبة بقسم اللغة العربية بجامعة الجزائر العاصمة، إلى جانب مهتمين بشؤون الأدب والرواية الجزائرية على وجه الخصوص· أبدت المحاضرة نبيلة زويش، إعجابها الكبير بالكتابة الروائية ''البيت الأندلسي'' ، لواسيني الأعرج، التي وجدت أنه يكتب بتقنيات جديدة ذات مستوى راقٍ، حيث قالت ''حين قرأت رواية البيت الأندلسي شعرت أن واسيني، يكتب باحتراف، فهو يراعي خلال كتاباته كل التقنيات الجديدة، فالقارئ المتمعن لنص واسيني، يشعر وكأنه يتحدث مع محترف''· وفي السياق ذاته، تحدثت نبيلة زويش، بشغف كبير لامتلاك الساحة الثقافية الجزائرية والعربية على حد سواء، قلم بارز مثل واسيني الأعرج، حيث اعتبرت المتحدثة، أنه مدرسة إبداعية بحد ذاتها، ولا يمكن لأي قوى أن تتجرأ أو تنكر ذلك، كما أكدت زويش، خلال حديثها على أن يكون واسيني، الكاتب والمبدع الجزائري على رأس الرواية العربية، لأن كتاباته جديرة بذلك، حيث أنه يكتب بتقنيات جديدة المعايير، وقالت في هذا الشأن ''إن النص الضخم لا يقاس بكبر حجمه، وإنما يقاس بحجم ضخامة أحداثه وفعله وتفاعله مع القارئ''· وقد فضلت نبيلة زويش، أن تطلق عنوان مداخلتها التحليلية للبيت الأندلسي لواسيني، تحت عنوان ''نشوة النص'' وذلك للمتعة ودرجة النشوة التي وجدتها وهي تشتغل على الرواية، حيث قالت إن الرواية ليست لذّة ومتعة عابرة، بل إنها تأخذ القارئ في نشوة إلى عوالم الأندلس وحضاراتها ورقيها· وقد تعرضت الدكتورة، خلال مداخلتها إلى دراسة عتبة الرواية، بدءا بعتبة الغلاف التي وجدته يحمل الكثير من المعاني والدلالات، إلى جانب ذلك تعرضت إلى الحواشي، والبيانات الخارجية، ثم عتبة العنوان وكذا العناوين الفرعية، ثم الهوامش، كما أنها حاولت من خلال قراءتها التحليلية أن تبين الأبعاد الدلالية باعتبارها أول مفاتيح القراءة· وفي الصدد ذاته، انتقلت المداخلة إلى دراسة المكان وحاولت أن تتحدث عن البيت الأندلسي وتحويله من فضاء يحوي الأحداث، التي تدور فيه إلى شخصية تعطى لها بطاقة دلالية، فيتحول جراءها البيت الأندلسي إلى كائن حي، حيث يقول فيه أحد ورثته ''هذا البيت الأندلسي فيه روحي ودمي''· ومن جهة أخرى، تعرضت نبيلة زويش، إلى جانب بنية الساردين، حيث كشفت عن صفات الساردة ''سيكا'' التي نقلت الحكاية من شخصية مراد بساطة، آخر ورثاء البيت الأندلسي، أما فيما يخص ردها عن سؤال ''الجزائر نيوز''، حول مستقبل الرواية الجزائرية، أكدت المتحدثة، أنها لا تجد الكتابة الروائية الجزائرية، أقل مستوى عن نظيرتها العربية، فهي بخير لكن هذا لا يعني أن جميع الكتابة الروائية الجزائرية ترقى إلى المستوى المطلوب، وهذا حسب قولها· مضيفة في السياق ذاته، أنها تؤمن بالكتابة الروائية الجزائرية من الجيل الجديد، وهذا رغم أنها على إطلاع كامل بكتابة جيل السبعينيات على شاكلة المرحوم طاهر وطار، وبن هدوقة، مولود معمري، طاهر جاووت· إلى جانب ذلك، فقد عبرت عن فخرها على امتلاك الساحة الثقافية، أقلاما رائعة على شاكلة الروائي بشير مفتي، الذي صنفته في خانات الشباب المبدع وأن له رصيد معرفي كبير حول الكتابة الروائية· للإشارة، إلى أن لنبيلة زويش، العديد من المؤلفات من بينها، ''تحليل الخطاب السردي في ضوء المنهج السيميائي''، ''طوفان كلا كامش''، كما أنها بصدد القيام بدراسة حول الرواية الجزائرية النسوية·