تعيش الإقامة الجامعية مدوحة للبنات بولاية تيزي وزو حالة طوارئ، إثر تسرب معلومات عن فضيحة مالية حول عقد صفقات مشبوهة مع ممولين، سيما صفقة تدعيم المكتبة بالمراجع. واستنادا إلى مصادر مؤكدة من مديرية الخدمات الجامعية وسط والمطلعة على الملف، فإن مجموعة من المسؤولين بإقامة البنات بمدوحة متكونة من ثلاثة أشخاص متورطة في قضية التلاعب بالمال العام وعقد صفقة مشبوهة تقدر قيمتها المالية بمئات الملايين. وأكد مصدرنا أنه تم التوصل إلى اكتشاف أن الصفقة عقدت بتزوير إمضاءات 9 أعضاء من لجنة الصفقات دون علمهم ودون عقد اجتماع بين الأعضاء للتطرق إلى تفاصيل الصفقة وطبيعتها وقيمتها المالية مثلما تنص عليه القوانين للفصل فيها، مشيرا إلى أن الصفقة عقدت لأجل تدعيم مكتبة الإقامة بالمراجع والكتب، وأنه إلى يومنا هذا لم تصل هذه الكتب إلى المكتبة رغم مرور عدة أشهر على عقد الصفقة. وكشف مصدرنا أن هذه الصفقة المشبوهة تم عقدها مع ممول له علاقة عائلية مع أحد المسؤولين الثلاثة المتورطين، دون إعلام كل أعضاء اللجنة. وفي هذا الصدد، أكد مصدرنا أن 9 أعضاء من لجنة الصفقات العمومية بحي مدوحة للبنات رفعوا، أول أمس، شكوى لدى مدير الخدمات الجامعية وسط، وأعلموه بأن الإمضاءات التي جاءت بأسمائهم في عقد إبرام الصفقة مزورة، وتبرأوا من هذه الصفقة المشبوهة، مؤكدين أنه لا تربطهم أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد في هذه الفضيحة المالية. وصرح مصدرنا أن هذه الشكوى التي رفعها تسعة أعضاء من لجنة الصفقات أدت إلى تفجير الوضع، خصوصا وأنهم أكدوا له أنهم لن يتحملوا مسؤولية هذه الصفقة في حالة وصول القضية إلى العدالة. وفي هذا الصدد، علمنا أن بعض الأطراف المسؤولة بالوسط الجامعي بمدوحة حاولت خلال اليومين الأخيرين تجنب تسرب معلومات عن هذه الفضيحة، حيث سعوا إلى إيجاد حلول ترضي كل الأطراف وإخفاء الفضيحة، إلا أن مصدرنا أكد أن عدة أشخاص رفضوا أن يكونوا "كباش فداء" حول التلاعب بالأموال العمومية، مشيرا إلى أنهم قرروا عدم السكوت على القضية خصوصا وأن العديد من هؤلاء وردت أسماؤهم في عقد إبرام الصفقة رغم أنهم لم يطلعوا عليها ولم يوقعوها. وتشير المعلومات التي بحوزتنا والتي تسربت من مديرية الخدمات الجامعية وسط أن هذه القضية وقعت خلال الأشهر الأخيرة، بعدما كان محاسب الحي في عطلة عمل، حيث استغل بعض المسؤولين غيابه لعقد صفقات مشبوهة. وكشف مصدرنا أنه وبعد عودة المحاسب من العطلة واستئناف العمل، حاول الإطلاع على الحصيلة المالية والصفقات التي أبرمت في فترة غيابه، إلا أنه اصطدم ببعض العراقيل الإدارية، لكن مع مرور الوقت استطاع أن يكتشف بعد اطلاعه على الملفات بوجود ملفات مشبوهة وصفقات عمومية أبرمت بطريقة منافية تماما للقوانين المعمول بها. ومن جهة مقابلة، علمت "الجزائرنيوز" من مصدر أمني أن مصالح أمن تيزي وزو اطلعت على هذه القضية، أمس، وباشرت في فتح تحقيق معمق بهدف اكتشاف ملابسات وخلفيات هذه الفضيحة، ولم يستبعد مصدر من إدارة حي مدوحة أن تكشف التحقيقات عن المستور في طريقة تسيير الأموال العمومية بالحي الجامعي مدوحة للبنات. تجدر الإشارة إلى أننا حاولنا، أمس، رصد رأي وموقف مدير الخدمات الجامعية وسط حول هذه القضية، حيث تنقلنا إلى مقر المدير ولم يسمح لنا بالدخول، واتصلنا برقم المكتب الشخصي للمدير أكثر من عشر مرات، وكررنا العملية طيلة يوم كامل إلا أن لا أحد رد على اتصالاتنا. كما حاولنا الاتصال بمديرة الحي الجامعي مدوحة للبنات ووجدنا هاتف مكتبها موقف مؤقتا.