أظهرت وكالة الأنباء الجزائرية والتلفزيون الجزائري العمومي، أمس، صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لأول مرة منذ تعرضه للنوبة الإقفارية، نهاية أفريل الماضي. وقد كانت الصور منتقاة بعناية، تُظهر الرئيس وهو يتحدث ويرفع كأس القهوة بيده اليُمنى، بعد الجدل الكبير الذي ساد في الساحة الوطنية حول مآله الصحي والسياسي منذ تعرضه للوعكة. الصور جاءت بعد ساعات من إتمام غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مدة 45 يوما، وهي الفترة التي أثارت جدلا واسعا داخل الطبقة السياسية، بين داعٍ لمعرفة الوضع الصحي للرئيس بهدف تطبيق المادة 88 من الدستور وبين مهون يرى أنه لا مجال لتطبيقها. وظهر رئيس الجمهورية من خلال أولى الصور وهو يتحادث مع الوزير الأول عبد المالك سلال، وقائد الأركان قايد صالح. وقد التقطت الصور للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو بلباس منزلي أسود اللون، يتوسط ضيفيه عبد المالك سلال والقايد صالح، بغرفة مؤثثة. كما لوحظ في صور وكالة الأنباء الجزائرية أن هناك ميكروفونا طويلا يرصد تفاصيل المحادثة بين الأطراف الثلاثة. وتبين صورة أخرى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو يرفع فنجان القهوة بيده اليمنى، بينما كان يضع الأخرى على وركيه. ولم يكن وجهه من خلال صور وكالة الأنباء الجزائرية المنشورة، أمس، يوحي بتعابير أو ملامح خاصة للفرح أو التأثر النفسي، إلا أنه كان يبدو هادئ المزاج. وأعطت الصور الحية التي بثها أيضا التلفزيون بخصوص هذا اللقاء، في حدود الساعة الخامسة مساءا من نهار أمس، انطباعا بأن الرئيس بوتفليقة يتمتع بوضع صحي عادي، مع ظهور بعض التعب على محياه، حيث ارتشف فنجان قهوة بيده اليمنى عدة مرات ونفس الشيئ يمكن قوله بالنسبة لبعض المأكولات الخفيفة التي كان يتناولها بيده اليمنى دائما، حيث ظهر في الصورة أيضا مصوران أحدهما يحمل كاميرا احترافية للتسجيل الحي وآخر يحمل ما يعتقد أنه آلة تصوير فوتوغرافية. وبدا الرئيس بوتفليقة قليل الحركة، عدا ما تعلق بتحريكه ليده اليمنى من أجل تناول القهوة وبعض المأكولات، وعدا ذلك أيضا فقد كان يتوجه بالحديث والاستماع في كل مرة، يمنة ويسارا، مرة نحو الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجييش الوطني الشعبي ومرة أخرى نحو الوزير الأول عبد المالك سلال في هذا اللقاء الذي قال التلفزيون إنه دام قرابة الساعتين، في حين أن البث الخاص باللقاء لم يدم سوى بضعة دقائق على أقصى تقدير. وأورد التلفزيون الجزائري أيضا أن الرئيس بوتفليقة، خلال هذا اللقاء، تلقى عرضا شاملا عن الوضع السائد في البلاد وأنه أعطى التعليمات اللازمة لإتمام المشاريع واستكمال البرامج وفق التعبير الذي استعمله التلفزيون.. وتأتي هذه الصور أيضا في أعقاب قراءات مختلفة للنشريات الصحية التي كانت قد وردت منذ اليوم الأول لتعرض الرئيس للنوبة الإقفارية في 27 أفريل الماضي، حيث كان قد صرح البروفيسور بوغربال أنها لم تترك أي آثار سلبية على وظائفه الجسدية، لكن حسب بيان أول أمس، فإن الرئيس "يخضع لإعادة تأهيل وظيفي بغية التطور الإيجابي لحالته الصحية".