لأول مرة، بعد غياب دام 45 يوما، ظهر أمس، على شاشة التلفزيون الجزائري، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يتابع العلاج بمستشفى »فال دوغراس« بباريس لينتقل بعدها إلى إقامة »ليزانفاليد«، في إطلالة مميزة جاءت لتطمئن الشعب الجزائري وتسكت كل ،المشككين وقد استمع الرئيس وتجاوب بشكل جيد مع العرض الذي قدمه كل من عبد المالك سلال وقايد صالح حول تطورات الوضع في البلاد في لقاء دام قرابة الساعتين وأعطى رئيس الدولة تعليمات باستكمال المشاريع الجاري إنجازها وإتمام قانون المالية التكميلي تحضيرا لانعقاد مجلس الوزراء القادم . على غير ما كان يتوقعه المتربصون بالجزائر، جاءت صورة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي بثتها قناة التلفزيون الجزائري، لتصد الباب أمام كل الأصوات التي راحت تستثمر في إشاعات ترمي إلى تضخيم الوضع الصحي للرئيس مدعية أنه لم يعد قادرا على تسيير البلاد وتأدية مهامه الرئاسية. لكن رئيس الجمهورية طل على الشعب الجزائري وهو يتحدث إلى كل من الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، وكان يرفع يده وهو يخاطب الفريق أحمد قايد صالح تارة، والوزير الأول عبد المالك سلال تارة أخرى، يتحدث إليهما وهو يرتشف فنجان القهوة، وبدا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في وضع صحي مطمئنة خاصة وهو يتناول الحلويات من يد الوزير الأول.في جو تفاعلي، واصل الرئيس حديثه مع المسؤولين حول تطورات الوضع في البلاد، كما تأتي هذه الصور لتفند مجددا تلك المغالطات التي روج لها البعض وراح يكذب الجهات الرسمية التي كانت تصرح في كل مرة حول تطورات الوضع الصحي للرئيس وتطمئن الشعب الجزائري حول حالته الصحية. واستنادا لما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية أمس، فإن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استقبل أول أمس بالمكان الذي يقضي به نقاهته بباريس الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح. وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أكد سلال أنه قدم رفقة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عرضا شاملا عن الوضع السائد في البلاد لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يتماثل للشفاء بعد إصابته بجلطة دماغية، كما قدم عرضا وعن نشاطات الحكومة وعن مدى تقدم برنامج التنمية الوطنية الذي باشره رئيس الجمهورية. وخلال لقائهما برئيس الدولة بمستشفى ليزانفاليد بباريس والذي دام قرابة ساعتين، قدم المسؤولان الساميان، لرئيس الجمهورية، عرضا شاملا عن الوضع السائد في البلاد فيما يخص نشاطات الحكومة وكذا بشأن الوضع السياسي والأمني حسبما أوضحه سلال، كما أكد سلال، أن الرئيس بوتفليقة قد تجاوب بشكل جيد وأن حالته الصحية تبدو جيدة، مضيفا أن رئيس الدولة أعطى تعليمات وتوجيهات تخص كافة مجالات النشاط، سيما فيما يتعلق بالتحضيرات المتعلقة بتموين الأسواق خلال شهر رمضان المقبل. وفي هذا الصدد طمأن سلال حول الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الذي وجده في صحة جيدة رغم أنه لازال في فترة نقاهة. وقد أبرز رئيس الدولة ضرورة متابعة تنفيذ المشاريع الجارية عن كثب، وكلف بالمناسبة الوزير الأول بالسهر على التكفل الجيد بانشغالات المواطن خاصة في هذا الظرف المتميز بالتحضير لشهر رمضان الكريم وموسم الاصطياف. وخلص بيان رئاسة الجمهورية إلى أن الرئيس بوتفليقة أعطى تعليمات للوزير الأول بغرض إتمام مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2013 ومجموع مشاريع القوانين الأخرى التي درستها الحكومة حتى تكون جاهزة للمصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء القادم، حيث ينتظر أن يترأسه رئيس الجمهورية . وكان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي قد أكد يوم الاثنين الفارط أن الرئيس بوتفليقة لا زال يصدر التعليمات يوميا بخصوص تسيير شؤون الدولة. وأضاف قائلا »إنه يقوم بذلك يوميا وأنا أؤكد ذلك«، مشيرا إلى أن الحكومة تتلقى يوميا تشجيعات وتعليمات وقرارات رئيس الدولة. يذكر، أن رئيس الجمهورية تعرض بتاريخ 27 أفريل 2013 لجلطة دماغية، حيث أشارت الفحوصات الأولية التي أجريت فور إدخاله إلى المستشفى العسكري محمد الصغير نقاش -عين النعجة- الجزائر العاصمة- إلى الطابع الإقفاري للأزمة دون أثر يذكر على الوظائف الحيوية حسب النشرة الخاصة الموقعة من طرف الأطباء المرافقين له الأستاذان صحراوي محسن ومترف مرزاق، كما أوضح نفس المصدر أنه تم على إثر هذه الفحوصات تقديم العلاج المناسب قبل نقله إلى مستشفى فال دو غراس العسكري بباريس لإجراء فحوصات إضافية أوصى أطباؤه على إثرها بخضوعه لفترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي بمؤسسة ليزانفاليد بغية تعزيز التطور الايجابي لحالته الصحية.