سرب الكينغ خالد حاج ابراهيم، على مدار ساعتين من السهرة الثانية لمهرجان أغنية الراي بسيدي بلعباس، أول أمس الثلاثاء، لحظات جميلة وسط جمهور متعطش للحيوية والرفاهية. ورغم الفوضى العارمة في المدرجات وخارجا، منحهم فسحة للفرح على وقع أشهر أغانيه القديمة والحديثة. لا يمكن أن تكتفي بالاستماع إلى الشاب خالد نجم أغنية الراي، دون أن تنتبه إلى استعراضه فوق الخشبة، فالحواس بأكلمها تستطيع أن ترسم أمامك سحر هذا الطابع الذي يختزل المعاناة والفرح في آن واحد. خالد ابن وهران الذي عاد إلى سيدي بلعباس بعد سنتين من الغياب عنها "مجبرا" على حد قوله في الندوة الصحفية التي نشطها قبيل انطلاق حفله الساهر، وليعبر عن تعلقه الدائم بالمدينة التي احتضنه "جنونه" الأول لأغنية الراي، في وقت كان قلة من يؤمنون بأنها ستصبح يوما عالمية، وسيصبح الشاب خالد هو "الكينغ" الذي يوصل صوت الجزائر إلى أكثر من محفل دولي. خالد فوق منصة مهرجان أغنية الراي، لم يكتف بالغناء فقط، بل إبان مرة أخرى أنه فنان يستحق مقامه، وإلى جانب الأداء المسرحي، يملك أذنا موسيقية توفق كل التوقعات، ورغم الخلل التقني في الصوت، الذي انزعج له نجم السهرة الثانية من الطبعة السادسة، إلا أنه غطى على الأمر بارتجاله لمستويات صوتية عالية، أكدت ذهبية حنجرته. أول أغنية في ريبرتوار السهرة كانت جد معبرة، التفت بها المغني إلى شريحة الشباب الحالم بالحرقة والهجرة إلى أحلام السراب. كانت أغنية "بكيت يا يما" مرفوعة إلى روح المغامرين بحياتهم، وفي كتف الأغنية عبارة الحراقة الشهيرة "ياكولني الحوت ولا الدود"، وهي التي تفاعل معها الشباب الحاضر في الملعب البلدي، الذي تمكن من الدخول رغم تشديد الحصار عليه عند مداخل المكان، وبقاء مئات الرفاق خارجا يسترقون السمع من وراء أسوار عالية وأبواب حديدية موصدة. من "يا الشابة" إلى "مالها ديك الزرقة" إلى "روحي يا وهران" وصولا إلى جديده "هذه الحياة" التي طالبه بها الجمهور منذ البداية، فغناها مرتين نزولا عند رغبة حضور لم تسعفه المدرجات غير المريحة لموقع تنظيم المهرجان. جدير بالذكر، أن عدد المتفرجين بلغ حسب نصر الدين بلعباس المكلف بالإعلام لدى مديرية الأمن لولاية سيدي بلعباس ما يربو عن أربعة آلاف حاضر، جند لأجلهم حوالي 500 عون أمن، طوقوا المكان حرصا على أمن العائلات التي فسح لها المجال للدخول أولا إلى الملعب. كما سبق الكينغ إلى منصة الاحتفال، الشاب كادير الجابوني وحكيم صالحي، اللذان تربطهما بسيدي بلعباس علاقة خاصة، وقد حصدا تصفيقات الجمهور، وخرجا منتصرين من المواجهة الفنية التي جمعتهم بفئة متعطشة للنشاط الفني والثقافي.