حماري وعلى الرغم من كل خبرته في الحياة باعتباره عاش طويلا حتى أكثر منا نحن البشر إلا أنه بقي سريع الانفعال وأصبح أي شيء يستفزه لدرجة أنني أصبحت ألعب معه لعبة القط والفأر كل مرة. قلت له ساخرا: كم أنا متشوق إلى موعد سياسي مهم. قال بدهشة: موعد سياسي مهم؟ مثلا هل تعيين رئيس لحزب الأفلان يشفي غليلك؟ قلت بضحكة ماكرة: لا ليس هذه هو المطلوب. قال: هل التغيير الوزاري المرتقب سيكون في مستوى تطلعاتك؟ قلت: أبدا ليس هذا. قال: إذن أنت تبحث عن "الكبيرة"؟ قلت: نعم أريد أن أعرف من سيترشح للرئاسيات القادمة؟ قال ناهقا: يقال إن بن بيتور وبن فليس ولوزية حنون ونعيمة صالحي وحمروش وجاب الله وحتى مقري. قلت: كل هؤلاء يا حماري؟ قال: نعم "كيفاش همالا"؟ قلت: تريد أن تقول بأننا دولة ديمقراطية ولا بديل لنا عن التعددية السياسية. قال باستهزاء: نعم تلك التعددية التي هلكت البلاد. اندهش من تعبيره الأخير وقلت: صحح كلامك ليست التعددية من هلكت البلاد ولكن من أساء استعمالها هو الذي دخل في حيط. قال: المهم العبرة بالنتيجة ولن يفيد تحليلك هذا في شيء. قلت: المهم أريد حدثا كبيرا حتى أشغل حسي السياسي. نهق نهيقا متواصلا وقال: كل ما يحدث من حولك لم يشغل حسك السياسي إذن أتنبأ لك بفشل ذريع في الإحساس ما دمت "ماراكش حاس" بما يحدث الآن. قلت: راني حاس ولكني أغالط نفسي الله يستر يا حماري.