تأليف كتاب عن حياة فنان في حجم الهاشمي فروابي في أول تجربة لكم، هل ستكون الأخيرة؟ فعلا هي أول تجربة لي، لكنها لن تكون الأخيرة، فهناك كتاب آخر سيصدر لي قريبا بعد الانتهاء من وضع آخر الروتوشات، يتناول حياة الفنان محمد العماري وعدة مشاريع أخرى عن شخصيات فنية تركت بصماتها على الساحة الفنية الجزائرية، ستكون على شكل سلسلة من الكتب، وتحضرني حاليا عدة أسماء كبيرة من أمثال أحمد وهبي، بلاوي الهواري، كلثوم.. وغيرهم، وبدايتي في التأليف للسير الذاتية للفنانين كانت مع عملاق الأغنية الشعبية الحاج الهاشمي فروابي لأنه تنبأ لي حين أجريت معه حوارا مطولا سنة 1986 بجريدة ''أوريزون''، حيث قال لي ''أنت تحاورني وكأنك ستكتب عني كتابا''، فكانت الفكرة تراودني منذ ذلك الوقت لتطوير الحوار الشامل الذي أجريته معه إلى كتاب· ولماذا الهاشمي فروابي بالذات، رغم أن ساحة أغنية الشعبي بها الكثير من الرواد أمثال الحاج محمد العنقى، عمر الزاهي·· وغيرهم، ام لعلاقة شخصية مع فروابي؟ في الحقيقة لم تربطني صداقة مقربة بالفنان، إنما كانت علاقة مهنية، كنت ألتقي به لمحاورته فنيا فقط لكن أجيب عن سؤالك لماذا فروابي بالذات، لأنه كان سببا في حبي وتتبعي لأغنية الشعبي، كان ذلك في سنة 1976 بعرس أحد الأصدقاء وإذا بي أسمع صوت في حدود الساعة الثالثة صباحا يغني دون أية آلة موسيقية، شدني هذا الصوت وأعجبت به وبدأت أشتري أسطواناته بعدما كنت أستمع للأغاني الفرنسية والانجليزية كبقية أبناء جيلي في ذلك الوقت··· كما تتبعت جميع مسرحياته، لأنه كان ممثلا مسرحيا بارعا، وكنت في كل مرة أسمع أنه سيقيم حفلا أو مهرجانا أذهب بسرعة للاستمتاع بصوت هذا الفنان الرائع على الصعيد الفني والإنساني، ففروابي كان أقرب الفنانين إلي، لأنني التقيت به وحاورته فلمحت فيه صفة الفنان الإنسان المتواضع الخجول، وفي نفس الوقت صاحب الشخصية القوية· هل تتوقعون أن يكون إقبال الجمهور جيدا على الكتاب؟ بطبيعة الحال، فمن من الجزائريين والعاصميين خاصة، لا يحب هذا الفنان والناس يقبلون على الكتاب لاكتشاف الجوانب الشخصية للفنان الكبير، فالاستماع لقرص مضغوط لفروابي حتما لن يكون بنفس القوة والدرجة حين تقرأ عنه كتابا، فهناك اختلاف كبير، وأتمنى أن يكون إقبال الشباب كبيرا للتعرف عن تاريخ فنانينا العظماء، خاصة وأن فروابي من أكبر الفنانين الذين كانوا يهتمون بالشباب ويحب الاستماع إليهم وتشجيعهم، وكان يقدمهم في الكثير من المناسبات إلى الجمهور ليتعرف عليهم وهؤلاء الشباب هم أساتذة وفنانين كبار في هذا النوع، ففروابي في رأيي تراث فني زاخر يجب الحفاظ عليه·