رغم امتلاكها الموهبة والكثير من مؤهلات النجاح وحسن الأداء، فإنها لم تنل حظها في تقديم دور رئيسي، إنها الممثلة فريدة كريم، التي تألقت في دور الأم الأنانية المادية التي تبحث عن حياة الرغد والرفاهية، من خلال زواج ابنتها الوحيدة من شخص ثري، في مسلسل "اللاعب" الذي نال نجاحا كبيرا، لتطل بعدها عبر"الفهامة" للمخرج محمد صحراوي ثم الى طاقم "ازرع ينبت"، لتلبس بعدها دور الفلاحة المكافحة في آخر أعمالها··· حول جديدها وتفاصيل أعمالها، تحدثت إلينا السيدة فريدة التي استضافتنا في بيتها··· - بعد ظهور محتشم لا يكاد يذكر في أدوار ثانوية تعد على الأصابع، جاء الظهور القوي للممثلة فريدة كريم في مسلسل اللاعب، حدثينا عن هذه التجربة الناجحة بالنسبة لك كممثلة؟ * في البداية، أترحم على روح الأخ والزميل والصديق والمخرج العملاق "جمال فزاز"، الذي يعد رحيله خسارة كبيرة بالنسبة للساحة الفنية، فهو مخرج من الصعب تعويضه·· وله كبير الفضل في منحي ذلك الدور الذي فجر بداخلي بركانا حسيا وفنيا، وصل صدى دويه إلى قلوب الآف الجزائريين داخل وخارج الوطن، لقد تقمصت دور الأم الجشعة الأنانية بكل جوارحي وأحاسيسي إلى درجة أن المرحوم كان كلما صورنا لقطة أو مشهدا أناني، جاء مهنئا متحسرا قائلا "كيف لم أكتشف هذه الطاقة من قبل"؟ فكأنه يكتشف موهبتي لأول مرة، رغم أني مثلت معه في مسلسل "المشوار" الجزء الأول، وعند انتهاء آخر لقطة من مسلسل "اللاعب" قال لي أمام الجميع "فريدة أنت فعلا نجمة"، وهو اعتراف أعتز به، ويبقي وساما فنيا على صدري إلى الأبد· - "أزرع ينبت" تجربة أخرى مغايرة في مسارك التمثيلي·· ماذا أضافت لك؟ * هي تجربة أخرى، أظهرت قدرتي على التأقلم مع أي دور يسند إلي، فأنا دون فخر أو غرور، أجد نفسي في كل الأدوار لأنني بالفعل ممثلة·· أملك موهبة وحسا فنيا راقيا، جعلني أنجح في دور الارستقراطية في "ناس ملاح ستي"، وفي دور الفلاحة المكافحة البسيطة في مسلسل "أزرع ينبت" الذي كان تجربة جديدة، أخرجتنا من جو البيوت المترفة الى الحياة الهادئة، حياة الزرع والخيم، ونجحت أيضا في دور العجوز الموشكة على الموت في المسلسل الرمضاني "عمارة السي لخضر"، هذا المسلسل الذي حوى مشاهد أبكت المشاهد، ومنها توسلي لابني (الممثل بوجملين ياسين) لكي لا يبيع أثاث البيت لأجل علاجي، عندما تخلى عن مساعدتنا الأهل والجيران·· لقد انفجر باكيا وأنا أتوسله وأقبل يده لكي يعدل عن قراره (بيع الأثاث)·· كانت اللقطة جد مؤثرة وصادقة، فبرزت هنا أيضا في دور الأم العجوز الصامدة رغم المرض والاحتياج والشدة! - الملاحظ أنك والفنان حميد عاشوري متواجدان تقريبا معا في كل الأعمال الفنية، منسجمان، فما سر هذا الانسجام؟ * حميد عاشوري دون أطراء ممثل وفنان من طراز خاص، فهو موهبة فذة في مجال الكوميديا والدراما والتراجيديا، فهو بصراحة فنان متكامل، وعلى الصعيد الإنساني هو إنسان إلى درجة كبيرة مما تحمله هذه الكلمة (إنسان) من معنى·· خدوم، عطوف، وفي معظم الأعمال الفنية نجد نفسينا توأمين، إنه أخ وزميل ليس له مثيل·· فأنا أعتز بأخوته وبأية تجربة فنية نخوضها سويا· - ماهو جديد فريدة كريم، إذاعيا وتلفزيونيا؟ * بعد معاناة دامت ثلاث سنوات ونصف جراء غياب المسرح الإذاعي وغلق أبواب النادي، سررنا مؤخرا باستدعاء المدير العام للإذاعة السيد: عز الدين ميهوبي، الذي بشرنا رسميا بعودة المسرح الإذاعي قريبا·· أما بالنسبة لجديد أعمالي الفنية، فهناك مسلسل "مي" أو "الهربة تسلك"، الذي أديت فيه دور فتاة عانس تبيع "الأيس كريم" إسمها فلة، وهي صديقة "مي"، ولها صديقات أخريات كلهن عوانس، والعمل أنجز وفي انتظار البث· - بماذا تريد فريدة أن تختم هذا اللقاء؟ * لدي عتاب للمنتجين الخواص، فالمسؤولون على القطاع السمعي البصري يقدروننا بالفعل بمن فيهم وزيرة الثقافة التي تحترم الفنان وتتواضع معه·· لكن المشكل في المنتجين الخواص الذين استغنوا بالفعل عن الممثلين القدامى، وهذا أمر مؤسف جدا، فالقدامى هم الأصل والأساس، ولدينا الكثير من المواهب التي ظهرت وآخرى لا تزال قادرة على العطاء، كما أقول لهم أن فريدة التي أعطت في "اللاعب" قادرة على المزيد من العطاء·