انتظرت كثيرا لكنهم لم يأتوا.. أولاد الشهداء وغير الشهداء لم يأتوا إلى منزلي، كذلك أبناءالمجاهدين، وأبناء الحركى، وأبناء الحلال والحرام لم يأتوا إلى منزلي.. لكنهم أولاد ال.. ذهبوا إلى زروال. أنا في وقتي يوم شكلت جمهوريتي الخيالية في بوشاوي، لم يُقتل فيها أحد، لم يُجرح فيها أحد، لم يُسجن فيها أحد، أما زروال البريء البسيط، ففي وقته قتل الكثيرون وسجن الكثيرون وعندما خرج من الحكم هاربا ترك خلفه 200 ألف قتيل، ومع ذلك يذهبون إليه ويقولون له ارجع إلى قصر المرادية، أما أنا فلم يدقوا بابي، ومع ذلك، فأنا مسامح كريم، ( ألسنا في شهر رمضان؟) أجل لن أقول لهم بأنهم انتهازيون، ولن أقول لهم بأنهم متقلبون، ولن أقول لهم بأنهم ريعيون، ولن أقول لهم بأنهم أناس بلا عقول ولا ضمائر ولا يصلحون لجزائر حقيقية، بل أقول لهم سامحكم الله، وأقول لهم إنني قررت العودة بدون دعوتهم ووقوفهم على بابي، أنا بحليطو الذي تركت الجزائر أقل مما تركها بوتفليقة، فلقد تركها وهو في صحة وعافية عشرين سنة بكاملها، وتركها وهو مريض 80 يوما بكاملها، وها هو يعود، ويختار رمضان ليعود، وأنا أيضا ها أنا أعود، لكن لم أكن لا هناك ولا في فرنسا.. أنا كنت منكفئا على نفسي في غار من غيران بوشاوي معبرا عن غضبي ويأسي من شعبي وحكام شعبي ومن ساسة شعبي، لكن انكفائي على نفسي وعزلتي لم ينفعا شيئا.. فالأوضاع لم تتحسن، والناس لم تتعقل بل جُنّت وهبلت وأصحاب الأقلام لم يعودوا إلى عقولهم ويحشموا بل ازدادوا جبنا وبلادة.. وسيظن البعض أنني نزلت مع بوتفليقة في مطار بوفاريك، لكن هذا كذب وافتراء، فأنا خرجت من غار بوشاوي، أقول هذا وأكرر.. وأكيد أنني سوف لن أدعو إلى ثورة، فالثورات شُوّهت، ولن أدعو إلى ربيع، فالربائع مسخت، لكن سأدعو إلى ما دعا إليه فيلسوف قديم، يدعى سقراط.. وعندما أقول سقراط، أعني سقراط، لا فلاسفة وكلاب حراسة حكم البيروقراط والكابوسوقراط.