قال بحليطو: ''أخذني العقيد زنفة زنفة إلى غرفة مظلمة وأجلسني على السرير بينما جلس هو على كرسي قديم أهداه له أحد ملوك قرية إفريقية، ووضع على وجهه قناع كرنفالي وأخرج من صندوق عتيق آلة تشبه النرجيلة وصفق بيديه فأتت إلينا حسناوات جميلات من ماليزيا وأوكرانيا، كانت شبه عاريات، وكن لا يتكلمن بعربية واضحة وسليمة، وقال لي، ماذا تطلب يا بحليطو، قلت: لا شيء·· لكنه ضحك، وقال، ستشرب ويسكي بدل الشاي· ثم أمرهن بالرقص أمامنا، وأنا لم أكد أصدق إن أنا في حقيقة أو حلم· ثم بعد ذلك صفق بيديه وصاح، ''ماروت يا هاروت'' وفهمت أنها كلمة سر، فجاء أفارقة سود كأنهم جاءوا لتوهم من قبائل مجوسية، وكانوا شبه عرايا، وهنا تذكرت ما تناقلته الصحافة عن مرتزقة العقيد زنفة زنفة· ثم قال لي: ما رأيك يا بحليطو؟ قلت له ''من هؤلاء؟!'' فقال ''هؤلاء هم جيل هاروت وماروت القادرين على القضاء على الجرذان والجراثيم'' قلت: هل تصف الشعوب بالجراثيم والجرذان وأنت الذي ناديت بوحدة الشعوب العربية؟!'' قال العقيد زنفة زنفة ''كان ذلك في الماضي·· لكن الآن، هذه الشعوب تحوّلت بالفعل إلى جراثيم وجرذان، ويجب القبض عليها وإبادتها يا بحليطو··'' ثم أعطاني كأسا وقال: اشرب، اشرب يا بحليطو·· ''وعندما لاحظ ترددي، قال لي·· فهمت أنك لا تحب الويسكي، هل أعطيك حبوب الهلوسة؟!·· قلت: لا، لا يا حضرة العقيد زنفة، زنفة'' أنا جئت لأسمع منك حول ما يحدث في بلدك؟!·· قال: أنا الآن بصدد تحضير نظرية جديدة لكتاب جديد·· قلت: كتاب أخضر ثاني؟! قال: هذه المرة، سوف لن يكون كتابا أخضرا·· بل كتاب أحمر· قلت: كتاب أحمر؟! قال: أجل·· سأجعل ليبيا لونها دم إذا ما تمادت الجرذان في الخروج من جحرانها، ستصبح ليبيا حمراء مثل الجمر· وسيصبح لون البترول الليبي أحمر مثل الدم· وكل ذلك سأمهد له بكتاب أحمر، ونظرية حمراء·· صرخت: ما هذا يا حضرة العقيد زنفة زنفة؟! قال: حتى يعرف العالم من هو العقيد زنفة زنفة· صمت لحظة ونظرت إليه مجددا، لكنه كان لا يبالي بي، وراح في حديث متدفق كله جمر ودم وهلوسة·