جدتي قالت لي، لا تذهب عند معمر، وأنا قلت لها لابد أن أذهب عند صديقي معمر زنفة / زنفة وهي قالت لي أنا أفضّل أن تبقى معي لنخرج سويا مع سعدي وأنا قلت لها، هل جننت يا جدتي لتخرجي مع سعدي، وهي قالت، ما بك يا بحليطو، لقد طلب يدي للزواج، وأنا قلت كيف تتزوجين من رجل متزوج وهي قالت لا، هذا لا يهم إنه يريدني في وحدته أن أكون زوجة ثانية له، وأنا قلت لها، لكنه لائكي وهي قالت، الآن لم يعد سوى هو، وكل أصحابه الذين طردهم من الحزب وهربوا منه لم يعودوا يفكرون في الرجوع إليه، حتى حزبه أصبح خاويا كالدار الخاوية، لذا قرر أن يتزوج مني ويعيش معي بقية عمره، وسيأخذني إلى باريس ليعطيني فيلته بالشنزيليزي، وكما تعلم يا بحليطو فأنا بحاجة إلى رجل أقضي معه بقية ما تبقى لي من العمر، فهو بيريمي وأنا بيريمي لكننا تفاهمنا أن نخطف من الشباب عمرهم ونسرق منهم شبابهم وثورتهم المؤجلة، قلت لها، لا، أنا لست متفقا معك يا جدتي، ثم أغلقت الباب خلفي واتجهت رأسا إلى ليبيا لأرى صديقي معمر زنفة / زنفة·· وما إن وصلت قلعة العزيزية حتى أطلّ علي صديقي معمر زنفة / زنفة وحضنني بين ذراعيه وهو يبكي، قلت له، يا معمر يا خويا لا تبكي فأنا هنا معك، وقال عندئذ، أرأيت يا بحليطو أولئك المفملين والجراثيم والجرذان حاولوا أن يطردوني من الحكم؟!·· قلت له·· ''دعك من الحكم يا زنفة / زنفة وابحث عن شيء آخر أحسن من الحكم''، لكنه قال لي·· ''لا، لا يا بحليطو، أنا هو ليبيا، ولا يمكن أن أعيش خارج ليبيا'' قلت له ''هدئ من روعك، أنا هنا إلى جانبك يا معمر زنفة / زنفة·· وسألني ''وهل أعجبتك أغنيتي الرائعة زنفة / زنفة؟!''، قلت له ''طبعا، طبعا يا معمر زنفة / زنفة''·· ثم سألني عن جدتي، فقلت له إنها تريد أن تتزوج، قال: مع من؟! قلت: مع سعدي، قال من سعدي؟! قلت له، صاحب الأرسي دي، قال: لكنها عجوز، قلت وهو أيضا في سنها سياسيا، قال: ولماذا لم يأتيا معك، قلت: إنهما يسيران·· قال: أين؟! قلت في ساحة العمال، قال: لماذا؟! قلت يريد إسقاط النظام، قال: يريدان إسقاطي هما أيضا، قلت: لا، يا معمر زنفة / زنفة، سعدي خرج ليسقط النظام فأسقط نفسه، قال: إذن هو النظام، قلت: شيء كهذا، ثم قدم لي فنجان قهوة، وقال لي، اشرب، اشرب يا بحليطو، سأخبرك عن أشياء كثيرة لا تعرفها·