الشيخ علي جابر الإمام السابق للحرم المكي كان يشعل قلوب المصلين بالخشوع، ويغرق أعينهم بالدموع وكأنهم يستمعون إلى آيات القرآن الكريم لأول مرة..يعطي كل آية من الآيات حقها سواء في رفع الصوت أو خفض الصوت من طبقة إلى طبقة أخرى، له صوت قوي مميز في الدعاء.الشيخ علي جابر، ولد بمدينة جدة سنة 1954، ويعود بنسبة إلى قبيلة آل علي جابر في حضرموت.. وعند بلوغه الخامسة من عمره انتقل مع والديه إلى المدينةالمنورة لتكون مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقر إقامته برفقة والديه. التحق فيها بمدرسة دار الحديث فأكمل بها المرحلة الابتدائية والاعدادية، ثم انتقل إلى المعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وبعدها دخل كلية الشريعة وتخرج فيها عام 1976 بدرجة امتياز. ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء في الرياض وأكمل فيه السنة المنهجية للحصول على درجة الماجستير، ثم أعد أطروحته العلمية عن (فقه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأثره في مدرسة المدينة)، ونوقشت الرسالة العام 1980.. واعتذر الشيخ الراحل تورعا عن قبول تعيينه كقاض شرعي.. فصدر أمر ملكي من الملك خالد بن عبد العزيز -يرحمه الله- بتعيينه محاضرا في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية بالمدينةالمنورة.ظل طلب العلم الشرعي هو ديدن الشيخ الراحل وكان حلمه الحصول على درجة الدكتوراه، بعد انقطاع دام سنوات عديدة، واستطاع أن يتقدم بأطروحته في الفقه المقارن لنيل درجة الدكتوراه في رسالته بعنوان (فقه القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق) عام 1987 وحصل بموجبها على مرتبة الشرف الأولى. وكان حصوله على درجة الدكتوراه عشية دوره في إمامة المصلين لصلاة التراويح في المسجد الحرام، حيث كانت مقسّمة على ثلاثة أئمة، فيؤم أحد المشايخ يوما ويرتاح يومين، وصادف أن ذلك اليوم كان نصيبه، ورغم ذلك لم يغب عن الإمامة فجاء من المطار مباشرة إلى المحراب ليقوم بواجبه في مكةالمكرمة.. عمل الشيخ أستاذا للفقه المقارن بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وكان يدرس الطلاب في مسجد الكلية وهم يتحلقون حوله، وقد عاش حياة بسيطة وسكن في شقة صغيرة في جدة، وفي مساء يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر ديسمبر 2005 توفي الشيخ علي جابر في مدينة جدة بعدما عانى كثيراً من المرض على إثر عملية جراحية رجعت بآثار سلبية ومضاعفات على صحته.