بصوت رخيم، وحضور طاغ في أداء الفريضة يفيض خشوعا وطمأنينة يتقدم الشيخ ماهر المعيقلي مصلي الحرم المكي تاليا القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وهو في مقام عبقرية حقيقية قياسا بعمره الذي جعله يؤم المصلين في أطهر البقاع وهو شاب، فهذا المقام عرف بأنه حكر على الشيوخ الذين وسعوا العلم وأحاطوا الفقه، غير أن نبوغه وحلاوة صوته وجزالة كلماته تقدم الصفوف ولحق بالإمامة شابا، امتلك الموهبة الفقهية والقرآنية فأجاد وأصاب فكان الإمام الشاب. تربى الشيخ ماهر في محافظة الوجه الواقعة شمال السعودية باعتبار أن جذوره تتحدر من تلك المنطقة، وقد أظهر الشيخ المعيقلي قدرات فائقة في التلاوة والصوت الوقور المعطر بآيات الذكر الحكيم، فكان أن تولى إمامة وخطابة جامع السعدي بحي العوالي في مكةالمكرمة، ثم تولى إمامة المصلين بالمسجد النبوي الشريف خلال شهر رمضان المبارك في العامين 2005 و2006، وسريعا انتقل لتولي إمامة المصلين في صلاتي التراويح والتهجد بالمسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك في العامين 2008 و2009. إرتبط الشيخ المعيقلي بالقرآن الكريم منذ صغره، فأكمل حفظه ودراسته في كلية المعلمين في المدينةالمنورة، وتخرج فيها معلما لمادة الرياضيات، وانتقل للعمل بمكةالمكرمة معلما ثم أصبح مرشدا طلابيا. وواصل الشيخ تعليمه الأكاديمي، حيث حصل على درجة الماجستير في سنة 2004 في فقه الإمام أحمد بن حنبل في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم حصل الشيخ ماهر المعيقلي على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، يعمل حاليا لتحضير الدكتوراه في التفسير، إلى جانب عمله محاضرا بجامعة أم القرى في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم القضاء. الشيخ المعيقلي متزوج وله من الأبناء أربعة أطفال بنتان وولدان وقد ألحقهم جميعا بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، وعندما تلقى اتصالا من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي به لإخباره بتعيينه إماما في المسجد النبوي خاف وأوجس وازداد خوفه عندما تم تعيينه بعد ذلك إماما في الحرم المكي. حتى أنه عاش أياما بعد التعيين مرعوبا من المسؤولية، لكنه اعتبر هذا التكليف بالنسبة له تشريفا يعتز به سائلا الله أن يرزقه الإخلاص في العمل وأن يجعل كل الأعمال خالصة لوجه الله الكريم. ويواصل الشيخ المعيقلي مسيرته الدعوية من خلال كثير من الأنشطة التي يطرح فيها الفقه سواء بالدرس أو الفعاليات المختلفة التي يشارك فيها، وقد عرفه المسلمون من خلال صوته الذي يؤنس وحشة القلوب، ويعمرها بجمال المعاني القرآنية التي تنساب في صوته الخاشع وصلاته المطمئنة.