إشتدت أزمة الأفلان الطاحنة ووصل الأمر إلى حد التهديد بحرق مقر الحزب على رأس بلعياط الذي لا يريد أن يعترف إلا بالشرعية التي أقرها هو نفسه. نهق حماري وقال: شرعية على طريقة مرسي والسيسي. قلت ساخرا: السياسة عندنا أصبحت أكبر من قذرة والله في عون من يخلط فيها. قال: هؤلاء متمرسون لا تخف عليهم لو ينتهي هذا التخلاط سيمرضون. قلت: إنها متعبة يا حماري؟ قال: أعرف ولكن هذا التعب لك ولي ولكن لبلعياط وسي عفيف وبلخادم وعمار تو وطيب لوح وحروابية وغيرهم فهي متعة لا تضاهيها متعة خاصة إذا كانت هذه البطولات تنقل على صفحات الجرائد يوميا ويعلق عليها الناس ويعتبرونهم من الأبطال الذين لا يرمون السلاح أبدا. قلت: تحليل سليم ولكن. قال: هذه هي السياسة وها هو وجهها العفن. قلت: لكن يا حماري الأمر مقرف. قال: لقد شرحت لك الأمر وأخبرتك أن القرف الذي تتكلم عنه هو متعة. قلت: يبدو أن هؤلاء الساسة طينتهم غريبة. قال: ليست غريبة هي نفس طينتنا ولكن معجونة بطريقة خاصة. قلت: لو أنا كنت في سن بلعياط لذهبت للحج حتى أغسل عظامي وأعتكف في البيت وأعمل الصدقات فقط. قال ساخرا: هو أيضا يفعل الشيء نفسه. قلت: يعتكف ويغسل عظامه بهذه الطريقة؟ قال وهو ينهق نهيقا غريبا عجيبا: حتى للحج والاعتكاف طرقه الخاصة وهذه إحدى طرق بلعياط التي لا يتقنها سواه.