التخمة أدخلت حماري المشفى وجعلته يفقد السيطرة على نفسه وحتى على الحراك و بقي طريحا على الأرض لأن السرير لم يقدر على حمل جثته وصار يتمرغ ويتوجع طوال النهار.. قلت هيا اصمت الجماعة فعلوا معك اللازم قال ناهقا...نروح لدارنا قلت..أصبحت مثل الأطفال اصبر إن الله مع الصابرين قال ...أه كرشي أه كرشي قلت...حتى لا تقل مرة أخرى أن الشعب يموت من الجوع وأن السلطة تعمل على تجويع الناس وغيرها من المصطلحات اللئيمة التي تتغنى بها مرارا قال...أرجوك لا أقدر على مجابهتك سياسيا وأنا هكذا قلت...بل اقدر وحاول أن تتذكر تاغنانت الخاصة بك قال بغضب اصمت أو اتركني وحدي وما إن صمت حتى سمعنا كلاما يأتي من غرفة أخرى...يأكلون بلهفة ولا شيء يشبعهم يا لطيف. قلت ساخرا...ها قد أتاك الحديث من عند الجيران قال وهو يتألم ...لقد تعبت من النفخ وأكاد أنفجر قلت ...يجب أن تنفجر حتى تعود لحالتك الطبيعية وتحرم الكلام عن الأكل والجوع قال بصوت موجوع...صحيح لهفت وليس من عادتي قلت..يجب أن تربي نفسك على عادات سليمة وليس في الأكل فقط ولكن حتى في السياسة جاء الطبيب وأمره بالخروج مع الاهتمام أكثر بطريقة الأكل ونوعيته نهق حماري نهيقا مفزعا وقال ...رايح نصوم الدهر أصلا السلطة رايحة تجوعنا.