من المضحكات التي يمكن أن تجعلك تبحث عن نفسك أمام المرآة هي أحد العناوين الإخبارية التي قالت بأن البرلمان سوف يبدأ بمحاسبة النواب عن الغياب، مثلما يحاسب التلميذ الكسول عن عدم التحاقه بالمدرسة. تشبيه ظريف ومناسب مادام الكسل هو الذي يجمع بين النائب والتلميذ ودائما يحتاج إلى من يزجره حتى يؤدي مهامه. نهق حماري ساخرا.. ربي يعطي اللحم للذي لا يملك أسنانا. قلت.. مثلك أيها الحمار تملك أسنانا حادة ومع ذلك “ما صحلك والو"؟ قال.. لو كنت في مكانهم لن آخذ فلسا حراما وسأعمل بكد وجد حتى أحقق ما يطمح له الشعب. قلت.. كلام.. مجرد كلام.. لو كنت مكانهم ستفعل أكثر منهم، ثم من يضمن شهرية مثل شهريتهم وتفتح شهيته عن العمل؟ حك حماري رأسه وقال.. وضمنوا حياتهم حتى بعد خروجهم عن البرلمان ومشاكله. قلت.. لقد بدأت تفهم.. البرلمان ليس سوى محطة عبور من أجل ضمان حياة سهلة وكريمة ومافيهاش مشاكل. قال.. آه من غبائي دائما أمارس السياسة عن بعد وبالكلام فقط.. لو ترشحت لكنت مثلهم الآن ب “كوستيم وكرافاطة". قلت.. إذا كانت أحلامك كلها تتلخص في “كوستيم وكرافاطة" فأمرك سهل ولكن هناك ما هو أكبر. قال ناهقا.. والله عيب ما يحدث.. لا مسؤولية ولا حس بالوطنية ولا غيرها، ويجب تخويفهم مثل الأطفال الصغار حتى يقوموا بواجبهم اتجاه الدولة؟ قلت.. عيش تشوف والله فوضى.. فوضى. قال.. لكن إذا قلنا بأنهم لن يغيبوا وسوف يحضرون كل الجلسات ويناقشون جميع مشاريع القوانين هل تظن بأن شيئا ما سيتغير؟ قلت.. لم أكن نائبا ذات يوم ولكن على حسب الحالة لا أشك في تغيير شيء. نهق نهيقا مفزعا ثم قال.. حلت اللعنة على البلد وعلى الشعب وربي يستر ملي جاي.