توفي أول أمس رئيس مجلس الأمة الاسبق، بشير بومعزة، عن عمر يناهز ال 82 سنة، بعد صراع مع مرض عضال، حيث وصل جثمان الفقيد أمس من سويسرا، ليوارى التراب في مقبرة العالية اليوم· بدأت رحلة المرض مع بشير بومعزة قبل عامين كان يعيش خلالهما عزلة سياسية تامة، منذ عزله عن رئاسة مجلس الأمة سنة 2001· ينحدر بشير بومعزة من مدينة خراطة التاريخية، حيث ولد بها سنة 1927 وكان منخرطا في حزب الشعب منذ ريعان شبابه، وقطع مع الحركة الوطنية كل مراحلها بعد ذلك، فمن حركة انتصار الحريات الديمقراطية إلى حزب جبهة التحرير الوطني· الفقيد كان وزيرا للعمل في حكومة بن بلة، وخلال المرحلة البومدينية عرفت علاقته بالرئيس الراحل ترديا، غادر في خضمها بومعزة الجزائر ليعيش في المنفى طوال حكم محمد بوخروبة، لكنه عاد إلى الجزائر بعد وفاة بومدين، ولم يبق بعيدا عن دواليب السلطة بإشرافه على رئاسة جمعية 8 ماي 1945، ولم يدم ذلك طويلا، إذ عينه الرئيس زروال رئيسا لمجلس الأمة· كان بشير بومعزة، مثقفا مهتما بالقضايا العربية، من مؤلفاته ''لا للأمير ولا لآية الله''، وكان يرفض الفقيد في كل مرة تطلبه وسائل الإعلام إبداء رأيه في أية قضية من القضايا السياسية، وكان يميل إلى التحدث حول المسائل التاريخية، ويدفع بمحاوريه إلى عدم الكشف عن هويته· مبررا ذلك بأنه طلق السياسة وأن حديثه إلى الآخرين عن التاريخ هو من قبيل الأدب والأخلاق والشهادة·