ردا على مقالكم المعنون بذكرى من الألزاس بين رحموني والكاتبين برينو بيان وإيف راينو.. والله تخونني كل الكلمات وما بقيت على شفتاي إلا كلمة واحدة ألا وهي - إهانة - هذه الإهانة التي مست شخصي ومست شخص المخرج السيد محمد فريمهدي وإطارات المسرح الجهوي لولاية معسكر، وأضفت الكثير من الشك بعد إدلائكم بأننا اختلسنا وسطونا على مسرحية لا تمت لنا بصلة وكأنكم استكثرتم فينا فرحتنا والجائزة التي حصدناها بجهد العديد من الفنانين الذين أنحني أمامهم احتراما لإبداعهم وتفانيهم في العمل الجدي والعطاء، وكأنكم تجهلون مشوار فناني ولاية معسكر الذين مثلوا الجزائر في فعاليات مهرجان الأردن للمسرح المحترف بكل من عمان وجرش، والذين كان لهم الفضل في اغتنام الجائزة الكبرى للإخراج من خلال مسرحية "مسافر ليل" للكاتب إحسان عبد الصبور، والتي أعلن عنها التلفزيون الجزائري آنذاك وأسالت الكثير من الحبر في معظم الجرائد والصحف.. إلا إذا خانتكم الذاكرة. جميل، سيدي، أن يقوم الصحفي الممنهج والمدمن على البحث، والذي يسعى وراء الاحترافية في عمله لتعرية الأشياء، كي يتسنى لقراء جريدتكم المحترمة معرفة الحقيقة. صحيح سيدي أن الكاتبين الفرنسيين اللذين سبق ذكرهما سالفا التقيا (حسب عمك غوغل الذي أعمى بصيرتك) حول مشروع كتابة نص مسرحي يحمل عنوان "ذكرى من الألزاس" حسب عمك غوغل دائما.. إلا أن هذه المسرحية تناولت موضوع انتفاضة الطبقة المثقفة أو الانتليجنسيا الفرنسية أيام ماي 1968 عكس ما صرحت به أنت، معلنين بذلك فجرا جديدا للديمقراطية التي أفرزتها الطبقة البرجوازية الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر من شهر سبتمبر 1792، والتي أقامت حدا للحكم الفيودالي، ما أدى إلى إعلان ولادة الجمهورية الفرنسية الأولى. ..أ حداث "ذكرى من الألزاس" للكاتبين رأت النور سنة 1975 بحوالي 11 ممثلا، اقتحموا بجرأة سياسية الركح من أجل إظهار سلبيات النظام القائم آنذاك ونهاية حكم الجنرال ديغول. أما بخصوص النص "ذكرى من الألزاس" الذي هو من تأليفي وإبداعي مائة بالمائة حرفا حرفا كلمة كلمة وجملة بجملة، بغض النظر عن بعض المشاهد التي لم يتم إقحامها في العرض لغاية في نفس المخرج، أعلمك سيدي أن هذا النص خرج إلى الوجود ورأى النور عام 1991 بعنوان "العائد"، والذي تم نقده من طرف أستاذنا محمد بن ديمراد عام 1998 بعد عرضه بقاعة مفدي زكريا بهضبة العناصر، حيث أدلى أستاذنا بتوجيهات جعلت كل الممثلين وأنا شخصيا في قناعة بتجسيدها مرة أخرى على الركح في سنة 2002 ولكن بعنوان مغاير، وهو "حديث في الألزاس"، هذا العرض الذي أبدعت فيه أرمادة من الممثلين المستغانميين فكان لهم شرف تمثيل الولاية في فعاليات الثقافة الجزائرية في فرنسا وبتأشيرة ممضاة من طرف السيدة "أرفي بورج" بعد رفضها لنا من طرف السيد زياني الشريف عياد. إلا أنني أعلمك أن المسرحية أعطت سبعة عشر عرضا في كل من نواحي الرون وغرونوبل ولاهوت سافوا، حيث نالت إعجاب المخرج المسرحي الكبير "دانيال ديماس" الذي سبق له إخراج مسرحية "الزيتونة" للكاتب الشهيد محمد بودية المغتال من طرف الموساد، وذلك رغم منعها من طرف البوليس الفرنسي ونقابة حقوق المؤلفين الفرنسيين عام 1971 بالمسرح الوطني الفرنسي بباريس TNP. نفس العرض نال إعجاب السيدة "ليزا جوفي" ابنة المخرج العبقري الكبير "لويز جوفي" وبعض قدماء المحاربين الفرنسيين الذين أدلوا بشهادتهم بعد العرض على أن ما قدمته المسرحية ما هو إلا القليل القليل مقارنة بتضحيات الجنود الجزائريين في كل من الألزاس واللورين وتانانج ومدينة سومون ومعركة فريجيس ومعركة الجبل الأبيض، أولومون بلان، وفاردان التي مازالت تشهد على بسالة الأبطال الجزائريين. لمن أقرأ زابوري يا هذا.. {وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة..}. سيدي لك الدهر كله إن استطعتم أن تأتوني ببينة أوبسطر مماثل لكلمات نصي.. أوَ تظن يا سيدي أن المسرحيين الفرنسيين لهم الوقت لتمجيد آبائك وبطولاتهم؟.