تم، صبيحة أمس، إعطاء الإشارة الرسمية لانطلاق فعاليات الاحتفال بعيد الفضة في طبعته العاشرة الذي تحتضنه بلدية آيث يني الواقعة على بعد 20 كلم عن مدينة تيزي وزو، وهي التظاهرة التي تعود بعد غياب دام ثلاث سنوات كاملة، حيث ستتحول هذه المنطقة طيلة هذا الحدث الذي سيتواصل إلى غاية 23 أوت الجاري، إلى فضاء لعرض مختلف منتوجات الحرفة والذي سينشطه أكثر من 60 حرفيا قدموا من شتى ربوع الولاية. تحت إشراف السلطات المحلية لبلدية آيث يني وبحضور وجوه فنية معروفة بالمنطقة، تم الإعلان الرسمي عن افتتاح الطبعة العاشرة لعيد الفضة، لتستعيد بذلك المنطقة الميزة التي فقدتها في السنوات الثلاث الماضية بعدما تم تجميد تنظيم التظاهرة لأسباب وعراقيل عدة. ومن أجل تحقيق استمرارية التظاهرة مستقبلا وعدم حصرها فقط في طابعها التجاري، عمد المنظمون إلى تخصيص شعار الطبعة العاشرة "معا من أجل تكوين وترقية صناعة الحلي" وذلك بهدف إعادة بعث هذه الصناعة التي بقي وجودها ينحصر في الوقت الراهن في بعض مناطق الولاية بعدما كان انتشارها في العديد من نقاطها سابقا، فضلا عن تشجيع الجيل الصاعد على الإقبال على هذه الحرفة وحفظها من الزوال لكونها أحد الرموز الهامة العاكسة للإرث الثقافي والتاريخي الثري الذي تزخر به منطقة القبائل. وفي السياق ذاته، فقد عرف اليوم الأول من التظاهرة التي أقيمت فعاليتها هذه السنة في كل من إكماليه "مزيان العربي" التي تحتضن المعرض الخاص لمنتوجات حلي الفضة وكذا عدة ورشات للتعريف بطرق صناعتها من أجل تقريب الفكرة أكثر من الزوار، إضافة إلى تنظيم معرض ثان لمختلف الصناعات التقليدية التي تشهتر بها الولاية من صناعة الفخار وكذا الزربية على مستوى دار الثقافة "خيداش علي" بآيث يني، إقبالا واسعا من طرف المواطنين الذين توافدوا على المنطقة من مختلف ربوع الولاية وحتى من خارجها، من أجل اكتشاف منتوجات حلي الفضة التقليدية منها والحديثة التي تم توفيرها من طرف أكثر من 60 حرفيا أغلبيتهم من آيث يني ويضاف إليهم هؤلاء المنتمون إلى كل من منطقتي فريحة وتيزي وزو. من ناحية أخرى، ومن أجل إعطاء روح أخرى لهذه المناسبة، عمدت اللجنة البلدية للاحتفالات بآيث يني، وعلى خلاف الطبعات السابقة، على برمجة نشاطات ثقافية أخرى على هامش التظاهرة التي ستتخلل الرسمية منها، كتنظيم سهرات فنية إلى جانب تنظيم محاضرات بدار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو، والتي ستدور محاورها الرئيسية حول طرق صناعة حلي الفضة وكيفية الحفاظ عليها في ظل المنافسة الشرسة التي يشهدها السوق في مجال صناعة المجوهرات، وذلك من إلقاء العديد من الحرفيين المحليين القدامى المعروفين بالولاية. هذا وأشارت اللجنة المنظمة في بيان صادر عنها، إلى أنها تترتقب أن يبلغ عدد زوار هذه التظاهر في طبعتها العاشرة أكثر من 5 آلاف زائر، الرقم الذي اعتبرته مهمها جدا لإعادة بعث هذه الحرفة إلى الوجود من جديد ومساعدة ممارسيها وتشجيعهم على المواصلة فيها وتوسيع نطاقها مستقبلا.