قال مسؤولون ونشطاء إن قوات الجيش السوري صدت هجوما لقوات المعارضة، ودفعتها للتقهقر في المعاقل الجبلية الساحلية، بعد أيام من قتال عنيف وقصف جوي على مدى أيام. وكان الهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة على الأطراف الشمالية لجبال العلويين المطلة على البحر المتوسط، دفع مئات من أبناء القرى العلوية إلى الفرار إلى الساحل، ومثل تحديا كبيرا لمسعى الرئيس بشار الأسد لإعادة بسط سيطرته على وسط سوريا. لكن الأسد أرسل تعزيزات إلى المنطقة الوعرة بشمال اللاذقية لصد الهجوم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الجيش السوري استعادت جميع مواقع المراقبة العسكرية التي سيطرت عليها المعارضة عندما بدأت هجومها قبل أسبوعين، كما استعادت السيطرة على 9 قرى. وذكر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن أن الجيش لا يزال يحاول استعادة قريتين مضيفا أن القتال استمر الاثنين. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الجيش تعامل مع آخر "المجموعات الإرهابية" في المنطقة واستولى على أسلحتها. ومن جهة أخرى، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مرة جديدة بتأمين "حرية تحرك كاملة" لخبراء الأممالمتحدة المكلفين بالتأكد مما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا. وقال بان إن خبراء الأممالمتحدة الذين باشروا مهمتهم الاثنين: "يجب أن يتمتعوا بحرية تحرك كاملة في الأماكن" التي يعتقد أن أسلحة كيميائية استخدمت فيها "لكشف الوقائع بشكل موضوعي". وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن على الخبراء في هذا الإطار: "القيام بالتحاليل الضرورية وجمع العينات، كما يجب أن يسمح لهم بالاتصال بشهود وضحايا والطاقم الطبي وإجراء عمليات تشريح". وأقر بان بأن الوضع على الأرض "لا بد أن ينعكس على تحرك المحققين"، إلا أنه كرر أن "على الحكومة وباقي الأطراف في سوريا ضمان سلامتهم". وأكد أن مهمة المفتشين لا تتضمن أن يعملوا "على تحديد من استخدم" أسلحة كيميائية، بل الاكتفاء بمعرفة "ما إذا كانت أسلحة كيميائية قد استخدمت" في النزاع السوري، معربا عن اقتناعه بأن "آلية تحقيق فاعلة حول الأسلحة الكيميائية ستساعد في منع استخدامه في المستقبل". ويتألف فريق مفتشي الأممالمتحدة من نحو 10 مفتشين برئاسة السويدي آكي سيلستروم. وسيكون على هذا الفريق التحقيق في الوقت نفسه في ثلاثة مواقع بينها خان العسل قرب حلب، حيث يؤكد النظام أن معارضين استخدموا أسلحة كيميائية في 19 من مارس، ما أدى إلى مقتل 26 شخصا على الأقل بينهم 16 جنديا سوريا. إلا أن المعارضة تؤكد أن قوات النظام السوري هي التي استخدمت هناك السلاح الكيميائي.