عثر علماء تابعون للجيش البريطاني أدلة طبية شرعية تثبت أن أسلحة كيميائية استعملت في النزاع بسوريا. وذكرت صحيفة “التايمز” في عددها الصادر أمس عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها إن عينة من التراب اخذت من منطقة قريبة من دمشق ووصلت بشكل سري إلى بريطانيا وقد حملت التأكيد بان “نوعا من الأسلحة الكيميائية” قد استعمل. وأوضح المقال الذي صدر على الصفحة الاولى أن التجارب نقلت إلى قسم الابحاث الكيميائية والبيولوجية في وزارة الدفاع البريطانية في بورتون داون. ولم تستطع الوحدة البريطانية أن تؤكد ما إذا كانت الاسلحة قد استعملت من قبل نظام الرئيس بشار الأسد أو من قبل المعارضة وما إذا كان استعمال هذه الأسلحة منتظما. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن وزارة الدفاع البريطانية رفضت الإدلاء بأي تعليق في حين أعربت وزارة الخارجية عن “قلقها العميق” من احتمال استعمال أسلحة كيميائية. وقال متحدث “لقد أعربنا عن قلقنا للأمين العام للامم المتحدة ونحن ندعم قراره في إجراء تحقيق”. واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن منع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من بدء التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا يظهر “افتقاراً للجدية” في دعوته أساسا لإجراء التحقيق والإيحاء باستخدام المعارضة السورية لمثل هذه الأسلحة. وقال كارني خلال مؤتمر صحافي “لقد دعمنا وندعم تحقيقاً بقيادة الأممالمتحدة في المزاعم بشأن استخدام أسلحة كيميائية” في سوريا، مضيفا أن “حقيقة ان نظام الأسد منع حتى الآن بدء هذا التحقيق يعكس افتقارا للجدية في دعوته الأساسية لإجراء تحقيق والإيحاءات التي قدمها النظام بأن المعارضة استخدمت أسلحة كيميائية”. وأكد كارني أنه “إذا كان نظام الاسد مهتماً حقاً بالتحقيق فما كان ليصده”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عين العالم السويدي آكي سيلستروم لرئاسة البعثة الفنية المستقلة التي ستتولى مهمة التحقيق حول تقارير عن استخدام سلاح كيميائي في سوريا. وقرر بان إجراء تحقيق دولي حول تقارير عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، بعد أن تلقّى طلباً مكتوباً من السلطات السورية لتشكيل بعثة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في حلب. واتهمت السلطات السورية مقاتلي المعارضة بإطلاق صاروخ كيميائي ضد المدنيين في حلب، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات بجروح، وهو ما نفته المعارضة. من ناحية أخرى، أبدى الجيش السوري الحر قلقه من احتمال شن القوات النظامية هجوما كيمياويا لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرتها في ريف دمشق حيث تجدد القتال اليوم السبت على عدة محاور. وقال الناشط مراد الشامي إن المجلس العسكري الثوري في ريف دمشق تلقى معلومات بأن الجيش النظامي ربما يستخدم الأسلحة الكيمياوية لاستعادة الغوطتين الشرقية والغربية اللتين يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء كبيرة منهما, وتدور فيهما منذ شهور معارك دامية. وكان الجيش الحر اتهم القوات النظامية باستخدام مواد كيمياوية سامة في مناسبتين ببلدة العتيبة بريف دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي تطور آخر، قالت فرنسا إن مجلس الأمن الدولي بدأ محادثات غير رسمية بشأن فرض عقوبات على جماعة جبهة النصرة السورية بعد أن أعلنت ولاءها لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة هذا الأسبوع، ونفى أن تكون سوريا قد تقدمت رسميا بطلب للمجلس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو للصحفيين إنه وبالنظر إلى ما أعلنه أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الأربعاء “فمن المنطقي” بحث كيفية التعامل مع هذه الجماعة السورية في إطار ما أسماه “الحرب على الإرهاب”.