أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس الخميس، أن الأحداث الأخيرة التي عرفتها برج باجي مختار بين قبيلتي "إيدنان" الترقية و"البرابيش" العربية لم يكن لها سوى انعكاس قبلي. قال سلال، خلال زيارته لولاية المسيلة، إن هذه الأحداث لم تكن كبيرة وأن الدولة الجزائرية، كما قال، متحكمة في الوضع بهذا الخصوص، وأن "كل من تسول له نفسه" بالتسبب في مثل هذه الأحداث، فإن "العدالة ستكون له بالمرصاد". وتحدث سلال، خلال كلمة ألقاها أمام جمع من ممثلي المجتمع المدني للولاية، عن مواصلة الدولة محاربة الإرهاب، مشيرا إلى "عدم التسامح" مع أي تهديد للاستقرار مع عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى و"عدم إرسال أي جندي جزائري إلى الخارج". وتحدث سلال عن ضرورة تغيير النظرة الاقتصادية في بلادنا من خلال تسهيل عمل المؤسسات العمومية ومساعدة القطاع الخاص، كما تحدث عن تهريب البنزين على الحدود وقال إن القيمة المالية للتر الواحد من البنزين الجزائري هي بنسبة واحد إلى تسعة من قيمته في المغرب وواحد إلى سبعة من قيمته في تونس. كما أكد سلال أن الدعم لا يزال متواصلا و"حقوق البسطاء ما تزال مضمونة" قبل أن يشير إلى ضرورة العمل وفق نظرة اقتصادية أكثر فعالية. وتحدث سلال أيضا عن أهمية القطاع الصناعي ومدى النسبة التي يساهم بها في الناتج الوطني الإجمالي، وذلك في معرض تأكيده على كون ولاية المسيلة أصبحت تشكل قطبا مهما في الصناعة على مستوى الهضاب العليا، وأشار سلال في هذا الإطار إلى كون الصناعة الجزائرية كانت تساهم بما يعادل 15 بالمائة من الناتج الإجمالي الوطني في سنوات السبعينيات والثمانينيات قبل أن تتراجع هذه النسبة إلى حدود 4 أو 5 بالمائة، مشيرا إلى أنه تم الآن استرجاع الثقة والاستقرار بعد فترة التسعينيات، وكاشفا عن توقعات بأن تصبح هذه النسبة في حدود 10 بالمائة مستقبلا مع حديثه عن نسبة تتجاوز 6 بالمائة وإلى غاية 7 بالمائة خلال المخطط الخماسي الجاري. كما تحدث سلال عن أهمية السياحة، في سياق إشارته إلى الإمكانيات السياحية المهمة التي تتمتع بها المنطقة التي كانت تشكل، كما قال، "لؤلؤة" في الهضاب العليا، مشيرا إلى كون الحكومة تنوي رفع عدد الفنادق في بلادنا بما يعادل حدود 250 ألف سرير، حيث يوجد في المغرب 250 ألف سرير وفي تونس 160 ألف سرير في سياق المعطيات التي قدمها في إطار المقارنة مع دول الجوار. وأفرد سلال جزءا مهما من مداخلاته أيضا إلى الحديث عن الانشغالات التنموية بولاية المسيلة، التي زارها رفقة وفد وزاري هام، مشيرا إلى أن القطاع الصحي في الولاية يتضمن نقطة سلبية، وإلى أنه سوف يطلب من وزير هذا القطاع التنقل إليها، منتصف الأسبوع المقبل، من أجل التباحث حول هذا الموضوع بالنظر إلى وجود "إشكال" في مستشفى المسيلة، كما قال. كما تحدث سلال عن عدم امكانية انشاء كلية للطب بالولاية، وبعض الانشغالات، لأن ذلك يحتاج، وفقه، إلى عدد كبير من الأساتذة في الطب، فضلا عن حديثه عن أن مركز مكافحة السرطان في سطيف سوف يتم تجهيزه في غضون أشهر قليلة فقط، وأن ذلك من شأنه تغطية حاجات مرضى المسيلة. وأشار سلال، بخصوص استفادة مواطني الولاية من الغاز، إلى منح غلاف مالي آخر مرتقب مع تأكيده على أن إنجاز "ترامواي" في الولاية ينبغي أن تسبقه أولا وجود حاجة ملحة لإنجازه على اعتبار أن "الترامواي" يعمل على حل مشاكل النقل في المدن الكبرى، وفق تعبير الوزير الأول الذي أعلن أيضا عن دعم كبير للولاية في مجالات الري والطرقات والتحسين الحضري والسكن أيضا من خلال تمكينها من أغلفة مالية إضافية في هذه المجالات. وتحدث سلال كثيرا عن الإمكانيات التي تملكها هذه الولاية في مجال المياه مع وجود 39 ألف هكتار من المساحات الفلاحية المسقية، مشيرا إلى أنه سيتم الانطلاق مع نهاية العام الجاري 2013 في إنجاز سد "مجدل" في ولاية المسيلة. مبعوث الجزائر نيوز