بدأ تهريب الوقود يعود إلى الواجهة خلال الأيام الأخيرة بولاية الطارف بعد "هدوء" جاء في أعقاب الإجراءات الحازمة التي اتخذتها الدولة، مؤخرا، من أجل مكافحة هذه الظاهرة كما لوحظ أول أمس الثلاثاء. وإن لم تكن علنية كما كان ذلك شأن الماضي، فإن طوابير انتظار بدأت تتشكل أمام بعض محطات الوقود ما يشجع بروز تخوفات لدى أصحاب السيارات بهذه الولاية خشية عودة الندرة في هذا المجال وما يصاحبها عادة من تفشي "الفوضى". ويبدو أن المهربين قد وجدوا طريقة جديدة في التمون بالمحروقات دون مخاطر تكمن بهم وذلك من خلال هجر محطاتهم المعهودة للبنزين بالقالة والطارف، حيث أصبحت المراقبة مشددة واللجوء إلى البلدات البعيدة و«الخفية" على غرار بريحان ورغيلة على وجه الخصوص. ويرى أصحاب سيارات، بأن الوضعية التي كانت قد بدأت في التحسن بفضل الإجراءات الجديدة المطبقة لمحاربة هذه الظاهرة ولاسيما تلك المتعلقة بإلزامية التوفر على سجل مرور السيارات "بدأت تشهد تدهورا من يوم لآخر". ويتمنى بوبكر وهو سائق سيارة أجرة، "أن تشدد عمليات المراقبة من أجل ردع المتسببين في التهريب... وذلك قبل أن تستفحل الوضعية من جديد ويعود المهربون من جديد لممارسة هذا النشاط المضر بمصالح مستعملي الطرقات والاقتصاد الوطني". ولدى سؤالها عن هذا الموضوع، أكدت المصالح الولائية أن اللجنة الولائية المكلفة بمراقبة تنفيذ القرار الولائي عبر مختلف محطات الخدمات "توالي نشاطها كما ينبغي"، وأن "نتائج ملموسة محققة تشهد بفعالية هذا الجهاز في مجال محاربة التهريب". وتعكف هذه اللجنة المكونة من مسؤولي العديد من القطاعات (مصالح الأمن ومديريات كل من التجارة والطاقة والمناجم)، حسب المصادر نفسها، على أداء دورها بالكامل، حيث تجوب مختلف نقاط البيع من أجل مراقبة الوضعية ومحاربة هذا النوع من التهريب من خلال "مراقبة كل محطات الوقود بما فيها تلك التي تقع في بلديات بعيدة".