أكد حميدو مسعودي، محافظ الصالون الدولي للكتاب في طبعته 18، في ندوة صحفية، أمس، بالمكتبة الوطنية، أن لجنة القراءة تحفظت على حوالي 150 عنوان قادم من عشر دول مشاركة. من جهته، قال ياسر عرفات قانا نائب مدير الكتابة بوزارة الثقافة، إنه سيتم الافراج عن العناوين بعد قراءة مضمونها، خلال الأيام المقبلة. شدد مسعودي، أمس، على ضرورة احترام دور النشر المشاركة في صالون الجزائر لقوانين الدولة الجزائرية، التي تسير مضامين المنشورات الموجهة للاستهلاك العام، المتعلقة بأمن الدولة واحترام خصوصياتها من دين ولغة وغيرها من المبادئ السيادية. وقال في سياق تطرقه إلى الكتاب الديني: "لا يمكن أن نمنع وجود الكتاب الديني في السيلا، فهو نوع مطلوب كغيره من الأنواع الكتابية الأخرى، شرط أن يلتزم كل ناشر بما عليه من واجبات". وكشف في الآن نفسه أن لجنة القراءة "تحفظت" على 150 عنوان، تمثل، حسب قانا ياسر عرفات، عشر دول بالتقريب، ستخضع لقراءة وافية ومستوفية، ليتم ارجاع بعضها بعد التأكد من عدم اخلالها بشروط القانون الداخلي للمعرض. يحضر للجزائر إذن من 30 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2013 ما يربو عن 900 دار نشر من 44 دولة، بينها 260 ناشر جزائري، وهو رقم وصفه المحافظ ب "القياسي" الذي لا يمكن لقصر المعارض استيعابه: "لو كنا نملك مساحة أكبر لقبلنا كل الطلبات دون استثناء"، يردف ذات المسؤول، مشيرا إلى أن "النقطة السوداء" التي واجهته كمشرف أول على الفعالية الثقافية والتجارية هذه وبكل "صراحة" هي رغبة الجميع في الظفر بجناح داخل الجناح المركزي "مشكلتي كمحافظ هو الجناح المركزي، خاصة الناشرين الجزائريين كلهم يريدون التواجد هناك فيما مساحته 800 ألف متر مربع"، حتى أصبح الأمر "كابوسا" بالنسبة إليه. وقد قررت المحافظة تخصيص أجنحة بالتساوي بين كل المشاركين: "لا يعقل أن تحتكر الجزائر الجناح المركزي وحدها، لهذا وزعنا المساحات بالتساوي"، علما أن سوريا لوحدها تحوز على 16 جناحا وهي مشاركة أولى من نوعها، لم يتعود عليها رواد السيلا. بالنسبة لمسعودي هذه الدورة تنظم والصالون الدولي للكتاب بلغ "مرحلة الرشد"، وقد سجل العام المنصرم زهاء مليون و200 زائر، 30 بالمائة منهم استعملوا الترامواي، وهذه المرة خصص موقف سيارات بطاقة استيعاب تصل إلى 2000 عربة، وهي من المبررات التي شجعت مسعودي وفريقه على البقاء في الصافكس. برنامج تنشيط موازٍ للمعرض سينظم هذه السنة أيضا، بدء بملتقى دولي: "إفريقيا من خلال الفنون والآداب، ناهيك عن أربعة فضاءات متخصصة لقاءات (إصدارات جديدة، آداب، روح "البناف"، تاريخ/أحداث)، ثماني حفلات تكريمية لشخصيات ثقافية رحلت عنّا هذا العام (هنري علاق، سليمان العيسى، بيار شولي، مصطفى تومي...)، الذكرى المئوية لميلاد الأديب مولود فرعون (1913-1962)، بخصوص فرعون أكد عز دين قرفي أن الاحتفالية لن تعرف مشاركة الكاتب الفرنسي الذي أصدر في أشهر سابقة كتابا مثيرا للجدل، وسيكتفي اللقاء بالاستماع لرشيد فرعون نجل الكاتب ورشيد مختاري الكاتب الصحفي، علما أن أخبار غير مؤكدة أشاعت أن محافظة السيلا راسلت الكاتب الفرنسي قصد دعوته وتراجعت عن ذلك في آخر لحظة؟ الندوة التي ستخصص حول الوضع في العالم العربي، أثارت جدلا بين المحافظ وأحد المتدخلين بالمكتبة الوطنية، خاصة ما تعلق بمشاركة سمير النقاش، ومواقفه الموالية للعنف، وإقدامه سابقا على اختطاف بلعيد عبد السلام، وغيرها من القضايا المتعلقة بالارهاب، عن هذه الأسئلة أجاب مسعودي: "لست قاضيا ومحققا للبحث في مواقف سمير النقاش، بالنسبة لي هو مفكر وصاحب نظرة استراتيجية"، ودعمه مصطفى ماضي بالقول: "النقاش صديق الجزائر وله محبة كبيرة لها"، في محاولة لتوجيه النقاش إلى دائرة فكرية وغير سياسية كما أراد السائل.