هناك نقاش دائر في العديد من الكليات حول فكرة إلغاء مذكرات الليسانس، ما رأيك في ذلك؟ صحيح، هذا الموضوع يناقش في كل المناسبات وفي المجالس العلمية، فهناك بعض الطلبة والأساتذة يطالبون بإلغاء مذكرات التخرج إذ يعتبرونها عملا زائدا ولا فائدة منه، لكن هناك العديد منهم يرفضون هذا الإقتراح ويعارضون إلغائها، فهم يرون أن كل السنوات الدراسية التي يقضيها الطالب في الجامعة تلخص في السنة الأخيرة، في مذكرة التخرج، لا سيما وأنه يقوم بهذا العمل ميدانيا، وأنا أرى أن مذكرة التخرج تساهم، كثيرا، في رفع المستوى العلمي للطالب، وتساعده في مستقبله المهني· تم تسجيل ضعف كبير في تأطير مذكرات التخرج على مستوى الجامعات الجزائرية، وهذا يعيق عملية رفع المستوى العلمي للطالب، ما هو رأيك؟ صراحة، هذا المشكل موجود، فهناك فئة من الأساتذة يهملون واجبهم، وهذا يعود إلى ضمائرهم وشخصياتهم، فهؤلاء لا يحترمون أخلاقيات المهنة، وثمن ذلك، يدفعه الطالب والجامعة الجزائرية التي تشهد تراجعا في المستوى العلمي، لكن هناك أساتذة يؤطرون الطلبة بمستوى عال، ويقومون بواجبهم على أتم وجه· ألا ترين أن المشاكل البيداغوجية والاجتماعية والمهنية التي تتخبط فيها الجامعة الجزائرية، أثرت سلبا على نوعية تأطير المذكرات؟ أكيد، فكل المشاكل التي تعيشها الجامعة الجزائرية ساهمت في تردي نوعية التأطير، وأحسن دليل على ذلك، الوضعية الاجتماعية والمهنية المزرية التي يعيشها العديد من الأساتذة الجامعيين، ولعلمكم، لا نجد حتى مكان لتأطير المذكرات، والعديد من الأساتذة لا يملكون حتى مسكنا، حيث يلجأ العديد منهم إلى الأحياء الجامعية ويزاحمون الطلبة في غرفهم، أما بخصوص راتب الأستاذ الجامعي الجزائري فهو لا يمكنه حتى من إجراء بحوث علمية عكس أساتذة تونس والمغرب، وهذ ما ساهم في دفعه للهجرة إلى الخارج· ناهيك عن انعدام أدنى الشروط الاجتماعية والبيداغوجية الضرورية على مستوى الإقامات الجامعية والكليات، وهذا النقص، دفع بالعديد من الطلبة إلى الإعتماد على عملية ''النقل واللصق'' والتي لا تقدم أي فائدة للبحث العلمي، ولا للمستقبل المهني· هناك بعض الكليات قامت بإلغاء مذكرات الليسانس، لماذا برأيك؟ يعود ذلك، بالدرجة الأولى، إلى ارتفاع عدد الطلبة ونقص التأطير، فمثلا كليات الحقوق يستحيل تأطير كل طلبتها، وهذا ما ستنتهجه الكليات الأخرى بسبب الإرتفاع المضطرد للطلبة· ما هو الحل الذي تقترحينه؟ أقول أن البحوث العلمية التي تقوم في إطار مذكرات التخرج لها فوائد كبيرة، فهي تساهم في رفع المستوى العلمي ومن الضروري الاهتمام بها، وعلى الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار الشروط الضرورية لعمل الأساتذة والطلبة التي يجب توفرها في الجامعة، بما فيها الشروط الاجتماعية، البيداغوجية، المهنية والخدماتية، لأن الجامعة هي، بالدرجة الأولى، ''الأستاذ والطالب''·