لابد من التأكيد على أنه من بين العيوب المسجلة، أنه لا يوجد ما يدل على أننا في مرحلة التحضير للانتخابات الرئاسية، والملاحظ أن المجتمع السياسي بعيد جدا عن الجدية في التعامل مع هذه المرحلة الهامة التي تتوقف عليها إدارة شؤون المجتمع، كما أنه لا يمكن أن نتكلم عن انتخابات رئاسية ونحن في مثل هذه الظروف، وأقصد بذلك مرض رئيس الجمهورية وتعديل الدستور الذي ما يزال غامضا وهل تم تطبيق الإصلاحات السياسية والقوانين؟ وهل المجتمع المدني محضّر لهذه العملية؟ وبالتالي فإن اعلان الترشح يبقى مجرد تصريح وهذه الشخصيات ليست في مستوى هذه المرحلة وتحمّل المسؤولية. كل جزائري له حق الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن لابد أن يكون مؤهلا ويتمتع بالمصداقية ولديه ما يلزم لتولي هذا المنصب، التي تتمثل في المكانة الاجتماعية، المهنة، النضال والخبرة والتجربة... الخ، لديه أصوات ناخبين، رأي عام وطني وخارجي. المعيار الأساسي هو وضوح الرؤية، وهو عنصر غائب حاليا نظرا للوضع السياسي السائد بالبلاد في ظل حالة الغموض، لأن الانتخابات تتطلب استقرارا، وهو ما تفتقر إليه الجزائر في الوقت الراهن، ويمكن القول إن الشخصيات التي أعلنت ترشحها تحاول الاصطياد في المياه العكرة، لاسيما وأن الانتخابات تتطلب تحضير الشعب لممارسة حقه وتكريس سيادته.