كلنا يذكر ذلك الوجه الوضيء الذي ناظر كثيرا من كبار رجال الدين المسيحي أمثال: كلارك، جيمي سواجارت، أنيس شروش، واستطاع بمنطقه الديني القويم أن يقهرهم ويبطل حججهم، من واقع كونه أحد أكثر المتعمقين في نصوص الأناجيل المختلفة، إذ إنه عالم مسلم في الإنجيل المسيحي، حتى أطلقت عليه العديد من الألقاب، منها: قاهر المنصرين، والرجل ذو المهمة، وفارس الدعوة. إنه الداعية الشيخ أحمد ديدات العضو المؤسس الأول للمركز الدولي لنشر الإسلام "معهد السلام لتخريج الدعاة" IPCI، بمدينة "ديربن" بجنوب إفريقيا، الذي كان رئيسا له، واستطاع أن يخدم الإسلام ويقاوم جهود المبشرين بما وهبه الله من قدرات خطابية ومنطقية كبيرة، شهدت بها مناظراته القوية والعميقة مع المبشرين المسيحيين والتي كان من أبرز نتائجها إسلام آلاف البشر. قدم ذلك الشيخ الراحل خدمات دعوية جليلة لأمة الإسلام وكان بمثابة فتح كبير للدعوة، وهو القادم من عمق بلاد الهند قبل أن ينتقل مع والديه إلى جنوب إفريقيا وعاش في ديربن وغير أبوه اتجاه عمله الزراعي وعمل ترزيا، ونشأ الشيخ على منهج أهل السنة والجماعة منذ نعومة أظفاره، فقد التحق الشيخ ديدات بالدراسة بالمركز الإسلامي في ديربن لتعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام شريعتنا الإسلامية، وكانت نقطة التحول الحقيقي له في الأربعينيات بزيارة بعثة آدم التنصيرية في دكان الملح الذي كان يعمل به الشيخ وتوجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام ولم يستطع وقتها الإجابة عنها. وقرر الشيخ أن يدرس الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية، كان يحاول أن يجد من يقرؤها له وعمل دراسة مقارنة في الأناجيل، وبعد أن وجد في نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية ومواجهة المبشرين قرر أن يترك كل الأعمال التجارية ويتفرغ لهذا العمل. وفي عام 1959 تفرغ الشيخ الراحل للدعوة إلى الإسلام من خلال تنظيم المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، فزار العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي، وأسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة "ديربن" بجنوب إفريقيا. وفي عام 1996 بعد عودته من أستراليا بعد رحلة دعوية أصيب بمرضه الذي أقعده طريح الفراش طوال تسعة أعوام، وفي صباح يوم الإثنين الثامن من أوت 2005 انتقل الداعية الإسلامي إلى رحاب ربه بعد أن قدم للإسلام كثيرا من الخدمات العظيمة وأسهم في نشره على نطاق العالم نتيجة لمحاضراته وحجته الدينية الدامغة.