أسدل الستار مساء أول أمس الجمعة، على فعاليات المهرجان الثقافي المغاربي للسينما مع إعلان لجان تحكيم الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية عن نتائج جوائز "الأمياس الذهبي" ومعناه الفهْد باللغة الأمازيغية والتي أتت كما يلي: الجائزة الكبرى للأفلام الطويلة للفيلم المغربي "يا خيل الله" المخرج: نبيل عيوش، قصة الفيلم مقتبسة عن رواية ماحي بينبين بعنوان "نجوم سيدي مومن"، التي تتناول حادثة الهجوم الانتحاري الدامي التي وقعت في 16 ماي 2003، بمدينة الدار البيضاء. يصور الفيلم مجريات القصة انطلاقا من تجمع للبيوت القصديرية بالدار البيضاء، حيث تعيش عائلة فقيرة تكابد العيش، وتقاسم البيت الصغير مع الوالد المختل عقليا، وأم منهمكة في أشغال البيت. "طارق" الابن الأصغر المدعو "ياشين" يحظى بحماية "حميد" شقيقه الأكبر وزعيم الحي. ينخرط "حميد" في تنظيم إسلامي ويسعى لإقناع شقيقه الأصغر وآخرون للالتحاق بالجماعة، قصد تحضيرهم لعملية انتحارية. جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "الأستاذ" المخرج: محمود بن محمود تونس، هي قصة أستاذ في الحقوق بتونس، اسمه "خليل خلصاوي"، كلفه الحزب الحاكم لتمثيله في رابطة حقوق الإنسان. وطلب منه الدفاع عن المواقف الرسمية للحزب، في وقت كان الضغط عاليا بين الحكومة والنقابات. من جهتها، تعتقل طالبته "هدى"، ويبلغه أنها كانت برفقة صحفيين إيطاليين كانا بصدد التحقيق على أحوال عمال مناجم الفوسفات في جنوب البلاد. وأحسن تمثيل نسائي جليلة تلمسي، من المغرب، عن دورها بفيلم أندرومان.. "من دم وفحم" للمخرج: عز العرب علوي، يتحدث عن حقوق الانسان عامة، وتحديدا عن حق المرأة في امتلاك الأرض وخدمتها، الأب "أوشان" شخصية متسلطة، قوي البنية ورث مهنته عن أجداده، ويريد أن يعلمها لابنه. إلا أنه لم يرزق بالولد. فيقرر أن يغير ابنته الكبرى إلى ولد. أما عن أحسن تمثيل رجالي فقد عادت إلى خالد بن عيسى من الجزائر، عن دوره بفيلم "التائب" للمخرج الجزائري مرزاق علواش يعتبر دعوة إلى نسيان جراح العشرية السوداء في تاريخ الجزائر لكن بشكل مختلف يسمح بالعودة إلى تلك الأحداث لقراءتها بعيدا عن منطق الصدمة والخوف الذي لا يؤدي إلا إلى الجمود. في منطقة الهضاب العليا بالجزائر، يحاول "رشيد" العودة إلى قريته النائية، بعد أن فر من الجماعة المسلحة التي كان عنصرا فيها، ومستجيبا لنداء المصالحة الوطنية. إلا أن إرادة العودة تعتريها صعوبات الاندماج في المجتمع، وإيجاد طريق جديد بعيد عن بقايا الإرهاب والحيرة التي تلف محيطه. وأحسن سيناريو للمخرج نور الدين لخماري عن فيلم "زيرو" المغرب، عن شرطي يلقب ب "زيرو". شخصية تحمل صفة العدم بكل أبعادها، حياة بلا معنى لشرطي على غير العادة، ينهار نفسيا فيغرق في تعاطي الكحول، معقد نفسيا، مهووس بسلسلة من المخاوف تعود إلى ماضيه المرير. يفضل التيه في شوارع الدار البيضاء، ومواخيرها رفقة "ميمي" بائعة هوى شابة تحولت إلى صديقته الوحيدة في هذا العالم. أما الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي، فقد حصل عليها المخرج المغربي: محمد العبودي عن فيلم "نساء خارج القانون" ويتحدث عن هند 22 عاما، ابنة تاجر ممنوعات، تجد نفسها مطرودة من بيتها العائلي في ال 14 من عمرها، لأنها تعرضت إلى الاغتصاب. تضطر للعمل كراقصة في الأعراس وعرض جسدها للبيع. لا تملك هند وجودا واضحا، فهي لم تتقبل بعد وضعها الجديد، كما لا تستطيع أن تفرض وجودها في هذا العالم لأنها محرومة من شهادة الميلاد، عاجزة عن استخراج بطاقة هوية. تحلم "هند" رغم كل شيء بمستقبل واعد: الزواج، استعادة حضانة أبنائها الذين أرغمت على التخلي عنهم، وإيجاد منصب شغل يضمن لها سقفا وكرامة. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، عادت لفيلم "الواد يا الواد" المخرج: عبد النور زحزاح الجزائر، يتتبع الفيلم مسار واد مزفران، ويتابع مياهه النابعة من أعالي الأطلس البليدي على ارتفاع 1525 متر، وصولا إلى مصبها في البحر المتوسط. رحلة غير عادية للتفتيش في زوايا خفية من الجزائر الأخرى التنقيب عن لقاءات جديدة. والجائزة الكبرى فعادت للفيلم القصير "أونتروبيا" للمخرج: ياسين ماركو من المغرب، يتحدث عن زوج نموذجي عاش وفق القواعد المتفق عليها، لكنهما يجدان نفسيهما مجبران على محاسبة بعضهما البعض، في عيد زواجهما العشرين. قصة خيالية تحكي بعضا مما يحدث في المجتمع المغربي، مليء بالحركة والحيوية، في زمن غير محدد، كثير من الوهم والخدع البصرية، تترك المتفرج يكتشف الكثير من المفاجآت. أما بالنسبة لجائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد عادت للمخرج التونسي أنيس لسود عن "سباط العيد"، حيث يروى الفيلم في قالب كوميدي درامي، قصة الصغير "نادر"، الذي يجد نفسه مشدودا برغبة الحصول على حذاء جديد عشية عيد الفطر. ولأجل تحقيق حلمه، يجتهد الطفل لبيع أكبر قدر من ورق البريك لسكان القرية. مدفوعا بالحماس والفرحة، ظل يركض طيلة شهر رمضان، إلا أنه لم يكن يتوقع أن إهداءه حذاء مناسبا سيغير أحوال أسرته الصغيرة.