فاز الفيلم الطويل ”على الحافة”، للمخرجة المغربية ليلى كيلاني، بالجائزة الكبرى للدورة ال13 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي اختتمت فعالياته أول أمس بمدينة طنجة، وعرفت الدورة مشاركة قياسية بلغت 46 فيلماً، منها 23 فيلماً طويلاً وعدد مماثل من الأفلام القصيرة. ويتناول الفيلم العالم السفلي لميناء طنجة المتوسطي، من خلال قصة فتاة يحولها عملها في مصنع لتقشير ”القشمري”، ضحية جشع الشركات الكبرى التي لا ترى في اليد العاملة إلا آلات، ما جعلها على حافة الهبوط في مستنقع الجريمة. ومنحت لجنة تحكيم المهرجان جائزتها الخاصة لفيلم ”موت للبيع” للمخرج فوزي بنسعيدي، ويحكي الفيلم قصة ثلاثة شبان يفكّرون في سرقة متجر مجوهرات، قبل أن ينقلب بعضهم على البعض الآخر، حيث يقع الأول في حبّ بائعة هوى، ويسعى الثاني إلى المتاجرة بالمخدرات، ما خلق أوضاعا مكهربة بين الأصدقاء. ومنحت جائزة أول دور نسائي للممثلة جليلة تلمسين عن دورها في فيلم ”أندرومان” لعز العرب العلوي، وحصل على جائزة أول دور رجالي الممثل محمد بسطاوي عن دوره في فيلم ”أياد خشنة” لمحمد العسلي. وعن أحسن دور نسائي ثانوي، فازت بالجائزة الممثلة نادية نيازي عن دورها في فيلم ”عاشقة من الريف” للمخرجة نرجس النجار، وفاز الممثل أمين الناجي بجائزة ثاني دور رجالي عن دوره في فيلم ”أندرومان”. أما جائزة التصوير، فكانت من نصيب كمال الدرقاوي عن فيلم ”الطفل الشيخ”، وجائزة الصوت لفيلم ”الموشومة”، وجائزة المونتاج لفيلم ”السيناريو” للمخرج عزيز سعد الله، وجائزة أحسن موسيقى لمحمد أسامة عن ”أندرومان”، ونوهت اللجنة بفيلم ”الطريق إلى كابول” لإبراهيم الشكيري. وفي فئة الأفلام القصيرة، توّجت لجنة التحكيم فيلم ”الطريق إلى الجنة” لهدى بنيامينة بالجائزة الكبرى، وعادت جائزة لجنة التحكيم لهذه الفئة لفيلم ”إرث” لرضا مصطفى، وجائزة السيناريو لفيلم ”الليلة الأخيرة” لمريم التوزاني، كما نوّهت اللجنة بفيلم ”اليد اليسرى” لفاضل اشويكة. وفي تقييمها لهذه الدورة، أشارت جمعية نقاد السينما بالمغرب، إلى انعدام أي فرز أولي للأفلام الروائية المشاركة في المسابقة، وهو ما أثر حسبها سلباً على مجريات العروض من جانب معايير الجودة والاحترافية، كما سجلت الدورة بروز أفلام تعالج مواضيع الإرهاب والهجرة السرية، إلى جانب التفاوت الفني والتقني الكبير بين الأفلام المشاركة، حيث راهن المنظمون على الكم عوض الكيف. وقالت الجمعية في بيان لها إن مسابقة الأفلام القصيرة تميزت بطغيان أفلام الهواة والمدارس في مسابقة الفيلم القصير. ومن بين الأفلام التي حظيت باهتمام واسع هذا العام، فيلم ”الأندلس يا الحبيبة” الذي يدور حول موضوع الهجرة غير القانونية إلى أوروبا، والوصول إلى الأندلس بعد عبور مضيق جبل طارق، كما لقي فيلم ”المغضوب عليهم” الذي يتناول قضية التعصب الديني اهتماما كبيرا أيضا في المهرجان، حيث حاول الفيلم حسب مخرجه تقديم وجهة نظر مختلفة تماما عن تلك التي يرسمها الغرب للتطرف الديني. وتناول فيلم ”الطريق إلى كابول” بنوع من السخرية قضايا حيوية مثل الهجرة غير القانونية والهجمات على مقاهي الأنترنت، إضافة إلى نظرة جادة لما تدور حوله الحرب في أفغانستان