شهد التاريخ البشري قصص نجاحات تلهم كثيرين، ولعل أكثر هذه القصص تأثيرا تلك التي تتعلق بأشخاص عانوا من صعوبات لكنهم تحدوها ووقفوا أمام كل المعوقات التي واجهوها، لأنهم يؤمنون بأنهم يستطيعون تحقيق أفضل الإنجازات، وهذا ما أثبتته قصص لبعض هؤلاء الأشخاص الذين تركوا أثرا كبيرا على الحياة رغم إعاقاتهم المختلفة. نيكولا فوجيسيك هو شاب يبلغ من العمر 29 عاما دون ذراعين أو أرجل وقد ألف العديد من الكتب Young Australian of the Year وهي الأكثر مبيعا. وكل كتب الشاب المعاق تبعث على الأمل والتفاؤل وقوة الإرادة بالرغم من كونه معاقا تماما ودون ذراعين أو رجلين إلا أنه يرقص ويلعب ويلتقط الصور كما أنه حظي مؤخرا بزوجة جميلة. وقد ولد فوجيسيك في ملبورن باستراليا، ومنذ ولادته وهو مريض بمتلازمة رباعي اميليا وهو مرض نادر يفقد الأشخاص الأطراف الأربعة الأيدي والأرجل منذ الولادة. ويعيش الآن نيكولا فوجيسيك مع زوجته في كاليفورنيا وتلقي بعد زواجه أكثر من 3 ملايين تهنئة من 25 دولة في مختلف أنحاء العالم على صفحته عبر الفايسبوك.. الشاب المعجزة نيكولاس فكر وقرر، فتحدى وأبهر، هذا ما فعله البطل الاسترالي نيكولاس فوجيسيك الذي أصبح رئيساً لشركتين كبيرتين ولم يتجاوز عمره 25 عاماً.. هذا البطل يجول العالم كي يكون جزءاً من الناس، يشاركهم كل ما في داخله، وهو يرى كثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة مثله، ولكن معظمهم من دون أمل. لذلك يعمل على رفع معنوياتهم، ويبين لهم أن جميع الناس يملكون نوعا من الإعاقة، فمثلاً الخوف الذي ينتابنا هو إعاقة، لذلك لا فرق بين الناس جميعاً. في البداية، قال فوجيسيك أؤمن كثيراً بأقوال انطوني روبنز الذي يؤكد أن سر النجاح في الإرادة هو أن تتعلم كيف تحسن استخدام قوى المتعة والألم داخلك بدلاً من السماح للألم والمتعة باستخدامك. فإن فعلت فإنك ستتحكم في حياتك، وإلا فإن الحياة هي التي ستتحكم فيك". أضاف نيكولاس قائلاً، أي ظروف أمر بها في حياتي، مهما كانت قاسية، فإن الله أكبر منها، وهو قادر على كل شيء، ولن يتغير شيء في حياتنا الا بإرادة الله، وأنا أعلم أن الله يعلم أنني أملك الايمان والأمل وهو يشعر بآلامي ودموعي وسيعطيني القوة دائماً التي تساعدني على تجاوز كل الصعاب، إذ يتساءل الكثيرون لماذا لم أستسلم للاكتئاب حتى الآن وأسير على هذا الأمل، فعندما كنت في الخامسة من عمري انتابتني الوحدة. فالوحدة أكبر من أي إعاقة، حتى إعاقتي الجسدية، ولكن بالمحبة والإيمان تغلبت على كل شيء. قال نيكولا فوجيسيك إنه شعر باليأس عندما كان عمره 8 سنوات، إذ كان يتمنى أن يجد أحداً في هذا العالم بظروفه ذاتها يلعب معه، لذلك عندما كان في الثامنة من عمره حاول الانتحار لأنه شعر بيأس شديد من الحياة، ولكن إرادة الله دفعته إلى التفكير في هذا الأمر الكريه، وبدأ ينظر إلى الحياة بإيجابية إذ أنه ولد على حب الله والإيمان به على حد قوله. وعن المعوقات التي قابلته في المجتمع الغربي، قال فوجيسيك كان القانون لا يسمح بدخول الشخص المعوق إلى المدرسة مع الأسوياء، ولكن في عام 1990 تغير هذا القانون وكان العبء كله على والدي ووالدتي اللذين كانا يعاملانني كشقيقي وشقيقتي، وكانا يقولان لي: "الطريقة التي تجعلك محبا لذاتك تجعل الناس ينظرون إليك بالنظرة ذاتها التي تحب أن ينظروا إليك بها". وأضاف أن جميع الأطباء الذين تابعوا حالتي أكدوا أنني لن أستطيع المشي، ولكني أصررت على ذلك وكنت أملك الحزم الذي جعلني أنتسب إلى المدارس مع كل الأطفال الذين ليس لديهم أي إعاقة، فلم ألتزم بما نهاني عنه الأطفال وبالإرادة فعلت ذلك، وعندما كنت طفلا صغيرا كنت أحلم بدخول الجامعة وأن أسافر حول العالم. وبفضل الله نلت شهادتين جامعيتين خلال 3 سنوات، في الاقتصاد وإدارة الأعمال والعقارات، وبفضل هذا العلم حافظت على كل ما أعطاه الله لي وأنا الآن رئيس لشركتين كبيرتين ولم أتجاوز ال 25 من عمري. وعن سبب عدم قيامه بتركيب أرجل وأذرع اصطناعية، قال: "عندما كنت في السادسة فكرت عائلتي في تركيب رجلين وذراعين اصطناعية لي، وكانت الذراع تتحرك بسهولة ويسر، وكذلك كانت رجلي تتحرك والأطراف أقفلها وأفتحها، ولكن كانت المشكلة الأولى هي أن وزني كان 12 كيلو غراما في ذلك الوقت. تخيل أن لك ذراعا اصطناعية وزنها من 2 إلى 3 كيلو غرامات، ولكم أن تتخيلوا 6 كيلو غرامات أضعها على ذراعي. هذا لم يسهل كثيرا، ووجدت نفسي لا أقدر على الحركة. وبعد 5 أشهر تعلمت كيف أكتب برجلي وكنت مسرورا، فقررت ألا استعمل الأيدي والأرجل الاصطناعية. ولدي الآن كرسي كهربائي وفي العام المقبل سأقود سيارة. وختم نيكولاس حديثه بنصائح للمعاقين قائلا إنكم ترون رجلا بلا ذراعين ولا رجلين، يعيش حياة طبيعية ولا ييأس، وأعلم أن الألم الذي تشعرون به أيا كان فإنه أقل من آلام الكثيرين، والفرصة أمامكم دائما، أحبوا عائلاتكم، واعلموا أن قيمة الإنسان ليست في شكله ولا في جسده وإنما في ذاته، وكل واحد جميل بذاته. ولا تقلقوا على ما لا تملكونه، وأعطوا الله حقه وآمنوا بأن الله معكم دائما، وأينما تجدون الحياة تجدون الأمل، والأمل لا يمكن شراؤه وكذلك الثقة بالنفس، والله هو الذي يهبهما لمن يشاء، وكل ما تستطيعون تملكه هو الهدف في الحياة.