شيخ أوتي علما نافعا وصوتا حسنا عذبا جميلا، لا تكلف في قراءته ولا تقليد في خطبه، التزم المسجد الحرام مدة من الزمن إماما وخطيبا، استمتع المصلون بجمال صوته وبلاغة خطبه، إنه حقا وحقيقة الإمام والخطيب المثالي، خفيف في صلاته يلدغ في خطبه، محبوب عند الناس. إنه الباكي والخاشع عبدالله خياط، ينتهي نسبه إلى قبيلة بلي من قضاعة التي هاجرت بعض فروعها من شمال الحجاز إلى بلاد الشام، ثم انتقل أجداده إلى الحجاز في القرن الثاني عشر الهجري.. ولد في مكة سنة 1908 ونشأ في بيت علم وكان أبوه مثقفا ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكةالمكرمة ودرس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية.. درس على علماء المسجد الحرام وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية.. ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة وتخرج منه في عام 1942. وقد درس الشيخ عبدالله خياط القرآن الكريم على يد مجموعة من أعلام القرآن الكريم، منهم سماحة الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة في الحجاز وقد لازمه قرابة عشر سنوات، وتولى الشيخ عبدالله خياط العديد من المناصب ومن أبرزها: إمام في المسجد الحرام، عضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مدرس بالمدرسة الفيصلية بمكةالمكرمة، اختاره الملك عبدالعزيز ليكون معلما لأنجاله وعينه مديرا لمدرسة الأمراء بالرياض، مستشارا للتعليم في مكةالمكرمة، عين إماما وخطيبا للمسجد سنة 1959 واستمر في هذا العمل حتى عام 1986، حيث طلب من الملك إعفاءه لظروفه الصحية، ثم صدر أمر ملكي باستثنائه من النظام وعدم إحالته للتقاعد مدى الحياة. توفي الشيخ في مكةالمكرمة سنة 1997 بعد عمر حافل بجلائل الأعمال، وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله.