ارتفع عدد الإصابات بداء الملاريا في صفوف مناصري الفريق الوطني العائدين من بوركينافاسو، أول أمس، إلى خمس حالات بڤالمة، ليصل بذلك العدد الاجمالي للحالات المسجلة منذ عودة أنصار الخضر إلى الجزائر 30 حالة، بعد أن تسبب هذا الوباء في وفاة ثلاثة مناصرين. تضاف هذه الحصيلة إلى عدد القتلى الذين لقوا حتفهم إثر الاحتفالات التي شهدتها عدة ولايات إثر تأهل الفريق الوطني إلى المونديال. تم تأكيد إصابة سادس مناصر للفريق الوطني انتقل إلى بوركينا فاسو لتشجيع الفريق الوطني بمباراة السد بين منتخب هذه الأخيرة والفريق الوطني، حسب مديرية الصحة لولاية ڤالمة.. ليصل بذلك عدد حالات الإصابة بهذه الولاية إلى ست حالات، بعد أن تم تأكيد خمس حالات أخرى مازالت تخضع للعلاج. ولا يقتصر تسجيل الإصابة بهذا الوباء على هذه الولاية فحسب بل تعتبر كل من ولاية غرداية وباتنة - رغم أن الحالات المسجلة بها لا تعود إلى نفس الأسباب - من بين الولايات التي تم تأكيد تسجيل الإصابة بها، وتبقى ولايات الجنوب الحدودية مرشحة لتسجيل الإصابة بهذا الداء الذي عاد ليطرق أبواب الجزائريين من جديد، حيث بلغ عدد الإصابة المؤكدة بغرداية بهذا الوباء تسع حالات في الفترة الممتدة بين 18 و23 نوفمبر الجاري. هذا الوضع دفع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبر مديرياتها الولائية، إلى توجيه نداء لكل المناصرين الذين تنقلوا إلى بوركينافاسو للتقرب من المؤسسات الاستشفائية للقيام بالتحاليل الطبية اللازمة، بعد أن أكدت أن أسباب الإصابة بهذا الداء راجع إلى عدم احترام المناصرين مخطط العلاج الوقائي الذي أعدته مصلحة الأوبئة والطب الوقائي. إلى جانب ذلك، أكدت الوزارة، على لسان مدير الوقاية، أن الإصابة بداء الملاريا لم تكن لها علاقة ببعضها البعض سوى أنها كانت فردية ومستوردة، وما يسجل هو التدخل المبكر للمصالح الصحية، لاسيما بولاية غرداية، للتكفل الطبي التام بالمصابين الذين خرجوا من المؤسسات الاستشفائية بعد تعافيهم، نظرا للإجراءات التي اتخذتها المتمثلة في تقوية الجهاز الوقائي ضد هذه الأمراض عبر كامل الولايات الحدودية، وهو ما يعني تحكمها في الوضع. غير أن الواقع يعكس غير ذلك بدليل تسجيل إصابة جديدة بعد مرور شهر من عودة المناصرين إلى أرض الوطن.. ليبقى السؤال مطروحا عن دور هذا الجهاز الوقائي الذي قامت وزارة الصحة والسكان بتنصيبه منذ 2 أكتوبر الماضي بهدف مكافحة داء الملاريا، والذي قررت الوزارة إبقاءه تحسبا لتسجيل حالات أخرى، خاصة أن أعراض هذا المرض لا تظهر مباشرة على المريض. وعلى ما يبدو فإن اللعنة تطارد أنصار الفريق الوطني الذين لم يسلموا من هذا الوباء، ولم تكتمل فرحة البعض منهم ممن تعرضوا لحوادث مرور مميتة أثناء احتفالهم بتأهل الفريق الوطني إلى نهائيات كأس العالم..