الساحة السياسية الآن جامدة، لا أحد يعرف إلى أين تسير الجزائر، الشك هو سيد الموقف، رابعة أو لا رابعة لا يهم.. المهم أنني أصبحت أفكر جيدا أن أرمي بنفسي في هذا المستنقع، مستنقع الرئاسيات المليء بالتماسيح السياسية. اتصلت منذ أسابيع بكل أولاد البياعين، وكم كنت فرحا عندما اكتشفت أن الجزائر عامرة بأولاد البياعين، فقلت ما شاء الله، ما شاء الله، ها نحن عدنا قوة معتبرة سيحسب لها ألف حساب في حسم الصراع، لمن سيكون الحكم في المستقبل القريب.. ولا أخفي عليكم أن جماعة السعيد اتصلوا بي.. وقالوا يا هذا، يا ولد البياع تعال وانضم إلينا وجماعتك من أولاد البياعين حتى نتحالف ضد جماعة ال«دياراس"، ويكون لكم ما تشاؤون في القرن الرابع عشر. لكنني قلت لهم اتركوني، اتركوني فقد اتصل بي غيركم ولم أعط لهم جوابا.. فغضبوا وتركوني وشأني. ثم قال لي بعضهم متوعدا أن غدا لناظره قريب.. وفي يوم آخر اتصل بي بوتفليقة شخصيا.. هل صحيح أنك ستترشح ضدي يا ولد البياع؟! قلت له اسمح لي يا سيدي الرئيسي.. أنا لن أترشح ضدك، بل سأترشح ضد كل من طاب جنانهم، ألست القائل أن جنانكم طاب.. فصمت لحظة ثم قال اتكل على الله، اتكل على الله، اتكل على الله.. وعندئذ حسمت أمري واتكلت على الله.. وعندما اتكلت على الله عزمني بن بيتور لأقاسمه فنجان قهوة وقال اسمع يا ولد البياع هل أنت متأكد من خوض الراسيات، وإن كان الأمر كذلك فما هو برنامجك؟! فقلت برنامجي هو إعادة الاعتبار لكل أولاد البياعين ما دام البياعون في كل مكان، فهم في الحكومة وفي الرئاسة وفي الإدارة، وهم كذلك في الأحزاب الكبيرة والصغيرة، وفي القرى وفي المدن وفي كل المداشر.. ثم سألني وما هو شعاركم في الانتخابات فصارحته أن شعارنا هو "فقاقير"، فنظر إلي متعجبا، وقال لكن هذا اختراع لغوي من اختراعات سلال وأنت تعرف من يقف وراء سلال، فقلت لا يا أخي، لا سلاليل ولا سعاعيد ولا ربابيع، فالشعار هو شعاري لكن سلال استولى عليه، فقال بن بيتور وماذا تقصد بفقاقير، فقلت إنها ماركة جديدة لا يفقه معناها سوى أولاد البياييع مثلي يا ابن بباتير في بلد الجزايير.