إفتتح فضاء "بلاصتي" ليومية "الجزائر نيوز" أول أمس، أبوابه مجددا بعد غياب طويل، ليعد جمهوره بنشاطات ثقافية جديدة تجمع بين الأدب، المسرح، الموسيقى ومواضيع تتناول مختلف النقاشات. ها هي ستائر فضاء "بلاصتي" الثقافي ترفع من جديد لتسفر لجمهورها، عشية أول أمس، عن لقاء أدبي جمع عشاق الفضاء بالصحفي والكاتب "مهدي براشد" في جلسة حميمية معتبرة الحضور، تحدث خلالها ضيفنا عن عمله الجديد "معجم العامية الدزيرية بلسان جزائري مبين"، الذي صدر مؤخرا، عن "دار فيسيرا". إفتتح "براشد" النقاش بذكريات شبابه، كيف اختار أن يتخصص في مجال الأدب العربي والدهشة التي خلفها هذا القرار في نفوس المحيطين به، "كوني من قلب العاصمة وابن القصبة جعل زملائي يندهشون لاختياري شعبة اللغة العربية بسبب الكليشيه الذي حصر هذا التخصص بأبناء المناطق الداخلية"، ليؤكد لاحقا أن الدولة لم تكن بحاجة إلى تعريب اللسان الجزائري بعد الاستقلال فاللهجة الجزائرية حسبه تحوي أكثر من 80 بالمائة من اللغة العربية مثل "طابونة، قردون، وحتى لفظة بوه التي تعني فاقد الشهامة"... خلال تطرقه لموضوع اللغة العربية وعلاقتها مع الجزائري، أكد ضيف اللقاء أن معجم الدارجة يتناقص باستمرار ليفقد ثراءه اللغوي الذي كان يتميز به قديما، وهذا نتيجة عدم تمكن الفرد الجزائري من استيعاب منظومة لغوية محددة، فالجمع بين الدارجة، اللغة العربية، والفرنسية صعب على المتعلم إيصال فكرته للآخر مما ولد العنف اللغوي ليليه العنف الجسدي.. هذا، وأضاف "براشد" أنه لا يؤمن بوجود لغة نقية لم تدخل عليها كلمات من لغة أخرى، مضيفا أن السبب الوحيد الذي نجا اللغة العربية من الاندثار كغيرها من اللغات القديمة هو ارتباطها بالمقدس وكونها لغة القرآن. أما فيما يخص موضوع تطور الدارجة العاصمية مع مرور الزمن، قال المتحدث إننا نفقد ذلك الثراء اللغوي، مؤكدا أن الحاجز الذي يفصل بين لهجة العمل، لهجة الشارع ولهجة البيت اختفى الآن وهذا بسبب غياب دور الأسرة وشبوب الأطفال بين يدي التلفاز والشارع. واختتم براشد جلسة النقاش بوصفه لشاعرية اللهجة العاصمية وموسيقاها الشعرية التي أكد أنها لا تقل أهمية وجودة عن مثيلتها في الأدب العربي الفصيح، مقارنا بين "الحاج العنقا" و«دحمان الحراشي" بكل من "عنترة بن شداد" و«المتنبي".