مع استدعاء الهيئة الانتخابية في الجزائر يكون المترشحون للرئاسيات قد دخلوا فعليا مرحلة إعداد الملفات وإيداعها لدى الهيئات المعنية من أجل ترسيم دخولهم إلى السباق الرئاسي، ولعل الحدث الأبرز، بداية هذا الأسبوع - بعد استدعاء الهيئة الناخبة- يتمثل في الاعلان المرتقب لعلي بن فليس دخول معترك الرئاسيات، حيث تتجه الأنظار غدا إلى فندق الهيلتون أين سيعلن رئيس الحكومة الأسبق رسميا ترشحه لرئاسيات 2014 سواء ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة أم لا. وتعتبر عملية جمع التوقيعات الضرورية من أجل الترشح إلى الرئاسيات من أصعب الشروط الواجب توفرها حتى يتم ترسيم الترشح، حيث تشير القوانين السارية المفعول والمتمثلة في المادة 139 من القانون العضوي الخاص بالانتخابات وبالتنسيق مع المادة 73 من الدستور إلى كون المترشح إلى هكذا استحقاق عليه جمع 60 ألف توقيع من جانب مواطنين ناخبين ويحق لهم الانتخاب ومسجلين ضمن القوائم الانتخابية أو الحصول بدلا من ذلك على توقيعات 600 منتخب سواء كانوا في المجالس البلدية أو الولائية أو الوطنية، وينبغي أن تكون هذه التوقيعات التي يتم جمعها مصادق عليها لدى ما يعرف بالضابط العمومي أي موثق أو محضر قضائي. وأبدى بعض المترشحين للرئاسيات الذين تحدثت إليهم "الجزائر نيوز" تفاؤلا، من غير إفراط ومن غير تفريط، بخصوص إمكانية جمع التوقيعات الخاصة بترسيم ترشحهم للرئاسيات حتى وإن كان هؤلاء أكدوا أنهم ينتظرون الحصول على الاستمارات الخاصة بالعملية من أجل البدء الفعلي في جمع التوقيعات وذلك كله فضلا عن كون المترشحين الذين تحدثنا إليهم يؤكدون أن العملية سوف تتم على الصعيدين الاثنين المتعلقين بدائرة المواطنين ودائرة المنتخبين معا، وتشير الأحكام المتضمنة في القانون العضوي الخاص بالانتخابات إلى أن المترشحين للرئاسيات ملزمون بتقديم ملفات ترشحهم، التي تتضمن مجموعة من الوثائق من بينها التوقيعات الضرورية، في أجل لا يتعدى 45 يوما من تاريخ إصدار المرسوم الخاص باستدعاء الهيئة الانتخابية على أن يبت المجلس الدستوري فيها ضمن أجل عشرة أيام من تاريخ إيداع الملف، فهل يتمكن المترشحون للرئاسيات من جمع التوقيعات في الوقت المناسب؟. وتأتي مرحلة الدخول في مرحلة الترشح الفعلي للرئاسيات في ظل تواصل الجدل والغموض بشأن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة لا سيما بعد عودته المبكرة من فرنسا، حيث كان يجري فحصا صحيا روتينيا، وهي العودة المبكرة التي قرأتها أوساط سياسية وإعلامية على أنها خطوة من محيط الرئيس من أجل ترشيحه لعهدة رابعة ولا سيما مع العبارات التي أطلقها الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس الخميس، لدى زيارته إلى ولاية البويرة في اتجاه التذكير بمسار الرئيس الذي قال عنه إنه "السياسي المحنك" و "المجاهد القدير".