اعتصم، صباح أول أمس، مجموعة من الطلبة الجزائريين الهاربين من جامعات مصر ومعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مطالبين السلطات العليا التدخل للتكفل بهم وإنقاذ مسارهم الدراسي المتأزم في ظل الضغوطات التي تعرّضوا لها في مصر، آخرها إصدار المجلس الأعلى للجامعات المصرية قرارا يقضي بعدم منح الموافقة المبدئية لمعادلة الشهادات العلمية المتحصل عليها، الذي يعد من بين الشروط المفروضة من قبل وزارة التعليم العالي للحصول على معادلة الشهادة بالجزائر· انصبت مجمل تصريحات الطلبة المعتصمين حول المقاطعة المفروضة عليهم والاضطهاد الممارس في حقهم من قبل الشارع المصري والنخبة المثقفة ممثلة في دكاترة وأستاذة معهد البحوث والدراسات العربية الذين رفضوا تدريسهم كونهم طلبة جزائريين، حيث لم تتوقف حملة العداء عند هذا الحد -حسب تصريحات الطلبة- بل توجت بإصدار قرارات تصب فحواها في رفض منح معادلة الشهادة واستقبال الملفات البيداغوجية للطلبة الجزائريين في مصر، وبناء عليه جاء رفض الطلبة العودة إلى المعهد، حيث قال أحدهم ''نرفض العودة إلى جامعات ومعاهد مصر ومستعدين لتحمّل الإهانة من أجل مواصلة دراستنا''· ويأتي اعتصام الطلبة إثر تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، التي أكد من خلالها استعداده للتكفل بالطلبة الجزائريين المسجلين في الجامعات المصرية في إطار منحة الحكومة دون باقي الطلبة، رافعين بذلك نداءهم إلى أعلى السلطات في الجزائر في مقدمتها رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي والبحث العالي للتدخل من أجل ضمان التكفل التام بما يزيد عن 1500 طالب مسجلين في معهد البحوث والدراسات العربية أغلبهم يشرف على إتمام شهادات التخرج وإصلاح ما أفسدته مباراة كرة القدم، خاصة وأنهم تحمّلوا تكاليف الدراسة· ولم تخل تصريحات الطلبة العائدين من مصر من وصف الاعتداءات والشتائم والإهانات التي تعرضوا لها من قبل المصريين والحصار الفروض عليهم، حيث لا يزال -حسب تصريحات عدد من الطلبة الذين لم يتمكنوا من العودة إلى الجزائر- محاصرين في المناطق التي يتركز فيها أكبر عدد من الطلبة الجزائريين على غرار حدائق المعادي ومنطقة المنيب، بينما وجد العديد منهم أنفسهم في الشارع بسبب رفض المستأجرين مواصلة عقود تأجير الشقق لهم، ويضيف الطلبة ''أنه لم يعد بالإمكان بقاءنا في مصر عقب مبادرة مقاطعة الطلبة الجزائريين بمصر التي يقودها أساتذة أكاديميون من مختلف الجامعات مما يتسبب في عرقلة سير مشاريع بحوثهم العلمية''· وجدد الطلبة المحتجون طلبهم القاضي بإدماجهم في جامعات الجزائر، لأن العودة إلى مصر ''مستحيلة''، بينما اكتفى المكلف بالدراسات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذي استقبلهم بإبلاغهم أنه سيتم تشكيل لجان بيداغوجية على مستوى جامعة بومرداس، وهران، وقسنطينة، تعكف على دراسة ملفاتهم للبت في إمكانية إدماجهم إلى أجل غير مسمى، وبناء عليه قرر المعتصمون تنظيم وقفة احتجاجية يوم الإثنين المقبل أمام مقر الوزارة· الكلمة لطلبة :فيما تتمثل مطالبكم بعد رفضكم العودة للدراسة بمعهد البحوث والدراسات العربية؟ طارق بوفليح :طالب بمعهد البحوث والدراسات العربية نطالب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التكفل التام بوضعية الطلبة الجزائريين في مصر، فقد تحمّلنا الكثير من الإهانة وتعرّضنا إلى الاعتداءات بعد المباراة التي جمعت الفريقين الجزائري والمصري، ولم يعد بإمكاننا العودة إلى مصر، فقد انتقلنا من مشكل رفض معادلة الشهادة إلى وضع أكثر تأزما، لأن تواجدنا بمصر بصفتنا طلبة جزائريين يشكل خطرا علينا، وندعو السلطات المسؤولة إلى اتخاذ قرار يكون في خدمة مصلحة الطالب بالدرجة الأولى· (ش· م) :طالب في السنة الثانية قانون من الصعب أن نواصل مزاولة دراستنا بمعهد البحوث والدراسات العربية بمصر، نحن نرفض العودة إلى مصر لأننا تعرّضنا لاعتداءات والإهانة والشتم، ولأن أساتذة المعهد غيروا مواقفهم تجاهنا بعد الأحداث الأخيرة، وما نطالب به حاليا أن تتدخل السلطات المعنية، وتجد حلا لوضعنا كما تكفلت بباقي الطلبة المستفيدين من منحة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لأننا مواطنين جزائريين بالدرجة الأول، وتعرّضنا للإهانة من قبل المصريين، وما يزيد من حدة تأزم الوضع هو التعامل الذي بادر به دكاترة المعهد المتمثل في مقاطعة الطلبة الجزائريين· ميلود :طالب في معهد البحوث والدراسات نطالب بإيجاد حل لوضعيتنا لأننا نرفض العودة إلى مصر والالتحاق بمدرجات معهد البحوث والدراسات العربية بسبب توتر الوضع الحالي للطلبة الجزائريين، وحتى الأساتذة والدكاترة لن يتوانوا في خلق ووضع عراقيل في سبيل إفشال كل طالب جزائري خاصة بعد أن أعلنوا مقاطعتنا، والدليل على ذلك هو القرار الذي اتخذه المجلس الأعلى لجامعات مصر الذي يرفض منح الموافقة المبدئية لمعادلة الشهادات المتحصل عليها من المعهد·